إستطاع المشاهد العربي من المحيط للخليج أن يقرأ مايزيد عن خمسين عاماً من تاريخ مصر واخر ملوكها والاحداث السياسيه الساخنه التي مرت بها المنطقه العربيه في زمن كانت مصر نقطة الانطلاق ومحور الدائره الرئيس من خلال عمل درامي تلفزيوني كتبته د.لميس جابر -مصريه-معتمدة على كم هائل من الوثائق والسجلات والروايات الرسميه والشفاهية ومخرج تلفزيوني –حاتم علي- فلسطيني- الأصل وشركة انتاج –سعوديه- وظفت المال لخدمة الدراما –الدراما السياسيه على وجه الخصوص. المسلسل حقق نجاحاً فنياً عالياً بدءاً من النص وانتهاءاً باستخدام المادة الارشيفية لفاروق وهو يركب المحروسة مغادراً الى ايطاليا بلد المنفى الاختياري. نشعر بالحزن والغيرة كأردنيين عندما نقف عاجزين امام ماكنة الانتاج التلفزيوني لغة العصر وهي تواجهنا بالحقائق التاريخية ونحن اهل التاريخ القديم والوسيط والمعاصر نحن العرب الانباط الذين نحتنا من الجبال بيوتاً ونحن العرب الاوائل الذين استقبلنا المسيحية على الارض الأردنية ونشرناها كدين محبة وتسامح، وعلم الجرشيون فناني روما فن الخزف والنحت، ونحن العرب الاوائل الذين استقبلوا مشروع الفتح الاسلامي الاول على ارض مؤتة واليرموك واسسوا على الأرض الأردنية في اذرح والجرباء مشروع الدولة الاموية وبعد مئة عام اسس الأردنيون الاوائل مشروع الدولة العباسية في الحميمة-الجنوب- مرة اخرى ونحن الأردنيون السمر الذين استقبلوا مشروع النهضة العربية الحديث لينتج عنه الدولة العربية السورية الحديثة والدولة العربية العراقية الحديثة والمملكة الأردنية الهاشمية صاحبة الشرعية الأولى المستمدة من العرب الأنباط في البتراء و من دم جعفر في الجنوب دم ال البيت الاوائل.
بالرغم من كل هذا لا زال رأس المال الأردني الرسمي يستغل في مشاريع تخسر هنا وتتعثر هناك ولا زال رأس المال الخاص يتخذ موقفاً عقائدياً من الفن والعاملين به.

مابعد فاروق...ثورة الضباط الأحرار في مصر، محمد نجيب وجمال عبد الناصر ،حرب ال 56 وتأميم قناة السويس والأهم هزيمة ال67. في هذه المراحل الحرجة والحاسمة كانت الأردن حاضرة قيادة وشعب وأرض ولعبت دوراً هاماً في مجمل الأحداث... وتعرضت لكافة اشكال المؤامرت . أين سيكون الأردن بكل مكوناته في المسلسل القادم؟ واين سيكون مشروع جمال عبد الناصر من إسقاط الأنظمة الملكية في الوطن العربي(السنوسيين في ليبيا، الهاشميين في العراق، وحرب اليمن والنظام الملكي الهاشمي في الأردن)؟ هل سينصفنا الكاتب المصري او السوري و العربي اينما كان؟ كما انصفنا هيكل و طلاس من قبل؟ على الأردنيين أن لا يتوقعوا إلا المزيد من التشكيك بهم وبمشروعهم القومي ولن يجدوا من ينصفهم وستكال لهم التهم وسيحملوننا نتائج هزيمه ال67 وغيرها وسيتابع المشاهد العربي طوال رمضان القادم كم هائل من المعلومات والحقائق المكتوبة من وجه نظر من يمتلكون ناصية الإنتاج التلفزيوني وسيقف الأردنيون موقف المتهم العاجز عن الدفاع عن نفسه او حتى اعطاءه فرصة تبيان وجهة نظره. من ألان لرمضان القادم سنه كاملة هل نستبق ألأحداث ونبادر لأنتاج عمل تلفزيوني ضخم يرصد المشروع النهضوي العربي على ألارض ألاردنيه ودون التحيز لوحهةنظرنا الخاصه؟