أهلا بك يا عيد...نقولها لك فرحين مستبشرين بك,سنفتح لك أبوابنا مرحين,وسنفتح لك قلوبنا ليتسلل اليها قبس من فرحتك وسنحتفل بقدومك,ونعلق أوراق الزينة على الشرفات ونضئ دروبنا بمصابيحك, لعلك تضئ قلوبنا...
فلكل أمة من الأمم عيدا يأنسون فيه ويفرحون,يتضمن عقيدة هذه الأمة وأخلاقها وفلسفة حياتها,فمن الاعياد ما هو منبثق من الأفكار البشرية البعيدة عن وحي الله تعالى,وهي أعياد العقائد غير الاسلامية,وأما عيد الفطر وعيد الأضحى فقد شرعه الله تعالى لأمة الاسلام.

وكما يقال,يسمى العيد عيدا لأنه يعود كل سنة بفرح متجدد,فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة,بينما في معناه الأنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني وضعف الفقير على محبة ورحمة وعد الله من وحي السماء,عنوانها الزكاة والاحسان والتوسعة.

والعيد جعل للفرح والسرور,لا لتجديد الهموم والأحزان,ففي العيد نستشعر ريح السعادة في جو من السعة,وتذوق من طيبات الرزق,وفي العيد تنطلق السجايا على فطرتها وتبرز العواطف والميول على حقيقتها ,وكما يقول احد الشعراء:
ليس عيد المحب قصد المصلى وانتظار الخطيب والسلطان
انما العيد أن تكون لدى المحب كريما مقربا في أمان
وللأسف أصبح الكثير من الناس يرددون أن العيد هذه الأيام ليس كالعيد منذ عقود مضت,حيث يرى البعض أن الفرحة باتت نادرة في العيد...في الحقيقة:نحن من نفسد فرحة أيام الأعياد ونجعلها فاترة كأي أيام أخرى في العام,حيث تظهر حقيقة مشاعر الناس تجاه بعضها البعض,فباتت صلة الرحم والزيارات تقتصر على الاتصالات الهاتفية للتهنئة,بل ان البعض يزيد من اختصارها لتصبح رسائل قصيرة على الهاتف,والبعض يستغل اجازة العيد للنوم نهارا والبقاء طوال الليل متابعا للتلفاز,حتى أن السياسة والأحداث التي تدور حولنا في العالم في سوريا وفلسطين ومناطق أخرى من بلاد العرب والمسلمين أفسدت كل شئ جميل في حياتنا,بالاضافة الى ما نراه من حوادث يوميا والتي تزداد خلال أيام العيد ,حيث تجعل من فرحة العيد منقوصة وغير مكتمله.

ان فرحة العيد باتت مختلفة عما سبق من أيامنا الجميلة حيث النفوس الطيبة والنقية التي تحمل في ثناياها الحب الكبير الذي يجمع بين اصحابها,والعلاقات الانسانية التي تربط بين الناس وتظهر المودة والمحبة وصلة الرحم....فأصبح العيد حقيقة تكشف نفوس من حولنا وتظهر أهمية وجودنا في حياتهم وتواصلنا معهم.

فلنجعل من العيد فرصة لنقف فيها مع أنفسنا,نفتش عن الأشياء الجميلة في حياتنا,ونشعر بمتعة ما بين أيدينا,وليكن هذا العيد فرصة لشحن الهمم لنبدأ من جديد...بأمل يسطر لنا حياة أفضل ومستقبل يزهو بأناس يتسمون بأرقى الأخلاق والقيم,,والمحبة الحقيقة التي لا ترتبط بزمن محدد أو مكان ما....