لم أكن أنتوي – على رأي حسني مبارك – الكتابة في هذا الموضوع نظرا لكثرة المواضيع الساخنة على الساحتين المحلية والدولية، إلا أن خبرا انتشر على المواقع الإخبارية استفزني جدا وأثار حفيظتي على اثر مقتل أحد المطلوبين أمنيا والمسجل بحقه العديد من قضايا البلطجة والزعرنة والتجارة غير المشروعة.
الخبر يقول- وأرجو أن لا يكون صحيحا- أن احد السادة النواب قد أقام وليمة غداء في عزاء ذلك المطلوب الأمني الذي أثار الرعب في قلوب العديد من المواطنين وروع أمنهم وفرض عليهم الخاوات والأتاوات.

باعتقادي أن هذا الفعل إن صح فهو مستهجن من قبل كافة المواطنين والعارفين بشئون القانون والأعراف العشائرية، وفي مثل هذه الظروف كان الأجدر بسعادة النائب أن يقيم تلك الوليمة إكراما لرجال الأمن العام الذين أدوا المهمة المطلوبة منهم على أكمل وجه.

وبظني أيضا – وليس كل الظن إثم- أن أهل ذلك المطلوب، كان الأجدى بهم أن يعلنوا التأييد والمباركة لجهود الأمن العام الذي أراحهم من كثير من المسئوليات التي كان يلقيها ذلك المطلوب على عاتقهم جراء أعماله غير المسئولة، وكان حري بهم أن يتقبلوا التهاني بمقتله بدلا من العزاء.

سلوك ذلك النائب مرفوض بكل المقاييس، وفيه تحد صارخ للدولة وهيبتها، وبفعله هذا يشرع القيام بأعمال البلطجة والتعدي على الناس وحماية المفسدين في الأرض، وكأنه أيضا يستنكر ما قامت به الأجهزة الأمنية من واجبات ملقاة على عاتقها متمثله بحماية المواطنين وأموالهم وأعراضهم.

أسئلة عديدة ارغب بتوجيهها إلى عائلة ذلك المطلوب، أين كنتم عندما كان ابنكم يصول ويجول ويفعل ما يريد دون خوف أو وجل منكم؟، وكم من مرة أوقعكم في مآزق ومواقف مع الغير نتيجة تصرفاته وأفعاله؟، وكم هي عدد الجاهات والعطوات التي سيرتموها للإصلاح والترقيع جراء أفعاله، ولماذا لم تأخذون على يديه ذلك الوقت؟، ولماذا لم تتحملوا نتيجة أفعاله وتصرفاته؟، ولماذا لم تقوموا برد الحقوق المسلوبة على يديه لأصحابها؟.

كان الأولى بكم انتم دون غيركم، أن تكونوا خير معين للأجهزة الأمنية والمحافظة على امن وأمان الوطن والمواطن، وان تضعوا حدا لتصرفاته التي جلبت عليكم ما لم ترغبون به.

فقط أريد أن أذكركم بالعمل البطولي لذلك المسئول الأمني السابق الذي وضع حدا لحياة نجله وفلذة كبده بيديه، بعد أن ضاق ذرعا بتصرفاته.

أما أنت أيها النائب المبجل، فقد كنت وما زلت بتصرفاتك غير المسئولة، عبئا على المجلس الذي تجلس، وساهمت كثيرا في تدني هيبته وهيبة الدولة من بعده، هذا إن لم تنزل بها إلى الدرك الأسفل، وبفعلك هذا تكون قد دققت إسفينا آخر في قلب الوطن وثقة المواطن الذي تمثل، فعلا اللي استحوا ماتوا.
ختاما، أجد لزاماً علينا جميعا، أن نرفع القبعة احتراما وإجلالا لرجال الأردن البواسل في كافة الأجهزة الأمنية، الساهرين على امن وأمان المواطن، مناشدا كافة المواطنين أن يكونوا خير عون ورديف لتلك الأجهزة، مذكرا بان من يعمل قد يخطئ.