قرار الملك بتجميد رفع اسعار المحروقات جاء بمثابة الماء البارد الذي أطفأ لهيب الغضب الشعبي وعالج شيئا مهما للأزمة المعيشية للفقراء ومحدودي الدخل وغيرهم وغيرهم .. ذلك أن للأزمة أسبابا وألوانا مختلفة ولدتها سياسات وقرارات وإجراءات وقوانين الحكومات المتعاقبة.. شجع التطاول على المال العام والتصرف بدون مسؤولية بموارد البلد ومقدراته..

ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن رهان قطاعات واسعة من الشعب الاردني بأحزابه وقواه السياسية والاجتماعية وحراكاته الشعبية والشبابية في مختلف المحافظات على جلالته لمعالجة الازمة وإطفاء لهيبها قد كان في محله تماما ..فالاجراءات التي ولدت احتقانا غير مسبوق لدى أبناء شعبنا وولدت أشكالا من اليأس والاحباط أو كادت كان لا بد من مواجهتها ووقفها لتحقيق الإنفراج المرجو في أوساط شعبنا بمختلف طبقاته وشرائحه الاجتماعية.. لا سيما وأن تلك الاجراءات قد انطوت على ما يمكن أن يهدد الأمن الاجتماعي ..فزيادة أسعار المحروقات وعلى النحو المغالى فيه وبما يرهق المواطن ويسبب تآكل دخله المحدود إنما أثار سخط المواطنين رغم التبريرات التي تتعهد بعدم المساس بقوت الفقراء ومحدودي الدخل .

ان جلالة الملك الذي يتابع بحرص ملحوظ هذه التطورات الدراماتيكية أولا بأول، وهو المسكون بهموم شعبه ويلامس تفاصيل معاناته ويلاحظ بام عينه ما يشهده الوطن من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية ولدتها سياسات خاطئة، سيكون حتما عند رهان شعبه على سداد رؤيته وعلى ارادته القوية وحكمته لتبديد أسباب هذه الازمة لجهة خروج الاردن منها وهو أقوى مراسا وأعز نفرا وأصلب استقرارا وأكرم عيشا.. مرة أخرى فرهان شعبنا على قائده في حسم الامور وفي المضي في مسيرة الاصلاح الشامل بخطوات ثابتة مدروسة رهان في محله، فجلالته المرجعية والضمانة لبقاء الاردن واحة أمن واستقرار وتقدم وحياة أفضل..

الرأي