عمون- الجدل السياسي الداخلي بين رموز الدولة الاردنية يتجه الى طريق اخر لا يتوافق وسياسات الحكومات القائمة كما يتعارض مع مسيرة الاصلاح, فيما كانت المعارضة الاخوانية بحدودها المعلنة تقف عند المطالبة بتعديلات دستورية جديدة وبتغيير قانون الانتخاب, وواضح ان الانزلاق السياسي لرموز النظام مع الاخوان يشكل عبئا اخر يحد من قدرة الدولة على اخراج الوطن من دائرة المراوحة القائمة اليوم.

رموز الدولة يتبارون هذه الايام في اطلاق الحلول الناجحة والمواقف السياسية من قانون الانتخاب والاصلاح السياسي, فرئيس مجلس الاعيان طاهر المصري ورئيس الوزراء السابق عون الخصاونه والليبرالي مروان المعشر واخرون يوجهون تحذيرات علنية من تداعيات فشل الانتخابات النيابية اذا تمت بهذه الاجواء, وبعضهم يطالب علنا بالاستجابة لجميع مقترحات "الاخوان المسلمين", ويعتبر مشاركتهم ضرورية لاخراج الوطن من ازمته, فيما يلوذ بعضهم بالصمت تجاه مفاصل هامة في مسيرة الاصلاح وهناك من يزعم ان تصريحات هؤلاء العلنية يقابلها صمت رهيب, وبث اخبار هنا وهناك هدفها التشويش بالدرجة الاولى على عمل الحكومات وبالتالي اعاقة الاصلاح وافشال تجربة الانتخابات وايصال النظام الى مفترق خطير قد لا يتمكن بعده من العودة الى الوضع القائم, وبمعنى اخر اصبحت روافع النظام تعمل على اضعافه لا تقويته لمواجهة تداعيات الظروف الاقليمية الراهنة.

وهناك اصوات تشي بأن هذه الرموز على علاقة مع اطراف خارجية ذات نفوذ وامتداد في الاردن ولها رأي يخالف تماما كل الانجازات التي تمت في عهد الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.

"الاخوان المسلمون" يترقبون المشهد السياسي وحالة السجال القائمة, ويرون في انزياح هذه الرموز الوطنية لهم تشجيعا على مقاطعة الانتخابات النيابية ولا بد ان بعض قيادات الجماعة باتت تنظر الى انقسامات واضحة في رموز الدولة حول الاصلاح السياسي, ولهذا تتشدد في مطالبها وترفض اي عروض تقدم لها, كما ان سلسلة اللقاءات التي تمت مع بعض الرموز الاردنية انتهت الى توافق نظري, وهناك اشارات سلبية واضحة من وقوف هذه القيادات الى جانب الاخوان مناكفة للرئيس فايز الطراونة.

المشكلة بجوانبها تبقى قائمة لان النظام مطالب لوحده بفك لغز التقارب بين هذه الرموز والاخوان ومطالب بالاستجابة لمطالبهم بحدود توصل الجميع الى بر الامان, وبمعنى اخر ضمان الخروج من الازمة الداخلية حال اجراء الانتخابات النيابية القادمة ولهذا فان حالة الاصطفافات والانقسامات السياسية في الساحة الوطنية هي وليدة مصالح وظروف بيئية هبت علينا غفلة من البلاد العربية.

"الاخوان والرموز الوطنية" يتبادلون الادوار في اضعاف الحكومات واعاقة الانتخابات وابقاء الازمة الداخلية تراوح مكانها، وواضح ان الحسم السياسي بيد صانع القرار الذي يجهد لوحده في السير قدما باستكمال مراحل الاصلاح الشامل, وهنا لا بد من التنبيه لخطورة التلاقي السياسي بين الاسلاميين والرموز الاردنية" التي انحازت الى الشارع تاركة النظام لوحده في هذه المعركة الصعبة.

"الديار"