انتهت جمعة الغضب , جمة الاستفتاء , جمعة الزحف , جمعة الخمسون الفا او جمعة الوطن مهما اختلفت التسميات , انتهت الجمعة بحشد متواضع جدا امام ما اعلن عنه ولم يتغير شيء والوطن ما زال هو الوطن وعيون الاردنيين ما زالت ترقب ما يجري في ساحات الاقصى رغم التخوف مما كان يجري في عمان .

من متابعتي للاحداث والتصريحات والتحليلات منذ الاعلان عن المسيرة قبل شهر ولغاية مساء اليوم الاحظ ما يلي :
اولا : اثبتت حركة الاخوان المسلمين انها ما زالت حركه ولم تتحول لحزب بدليل تناقض التصريحات بين قياديها وهذه مميزات الحركة السياسية وليس الحزب .
ثانيا : قدرة الحركة الاسلاميه على الحشد لم تتحسن منذ بدء الحراك في المملكه منذ اكثر من سنة ونصف بل ان قدرتها على الحشد ربما تكون قد تراجعت .
ثالثا : تاثير التغييرات التي حصلت في بعض الدول العربيه ووصول الاسلاميين للسلطة على الحركة الاسلامية في الاردن من حيث تراجع شعبيتها محليا .
رابعا : جماهيرية ال 70 حراك التي اعلنت اسمائها ليست كما كان يتوقع البعض , فاذا استثنينا عد قليل من الحراكات فالبقية مجرد اسماء لا وجود جماهيري لها على الارض .
خامسا : ان وجود النقابات المهنية ضمن اية فعالية هو ما يعطيها الزخم , وبدا واضحا تاثير غياب النقابات المهنية عن المسيرة المهرجان , الغياب الذي دعوت له وعملت عليه .
سادسا : ضعف تاثير التيار الاسلامي على قرارات النقابات المهنيه .

والان وبعد انتهاء الفعاليه لا بد من جلوس الجميع لطاولة الحوار غير المشروط وان يكون تفكير الجميع كيف نرتقي بالوطن لنخرج من الازمة الحالية لنباشر البناء بعد حوالي العامين من الصخب الغير مفيد .
بداية لا بد ان نعترف اننا في ازمة اقتصادية وحلها سيكون حلا لجميع مشاكل الاردنيين السياسية والاجتماعيه والتربوية . كما انه لا بد ان يقتنع الجميع ان رفعة الوطن لا تتم بالتخندق خلف المواقف الجامده والمطالبة بكل شيء او لا شيء .
وعليه فانني ادعو :
1. حوار سريع بين الحكومة القادمة وبين اطياف المعارضة الوطنية واليسارية والقومية والاسلامية للخروج سريعا بتوافق على الانتخابات القادمه .
2. سرعة فصل القضاء في قضايا الفساد او شبهات الفساد الموجودة لدى القضاء بمختلف مستوياته وليشمل القضايا التي تخص المؤسسات الرسمية او الخاصة او النقابات بعيدا عن التدخلات السياسية وسياسة الارضاء لبعض القوى اقتصادية كانت ام سياسية .
3. البدء بتشكيل احزاب برامجيه قادرة على قيادة الحكومات اذا ما استطاعت الوصول لاغلبيات برلمانيه وتوحيد الاحزاب الصغيره المتقاربة الافكار لنخرج بحد اقصى خمسة احزاب حاليا للوصول لعدد اقل خلال اربعة سنوات.
4. مشاركة الجميع بالانتخابات القادمه حتى تلك القوى التي لها تحفظ على القانون شريطة ضمان نزاهة الانتخابات , وليقم المجلس القادم بصياغة القانون الذي يريد .

وطنا بناه الاجداد بالعرق والدم يجب ان نحافظ عليه ونسير به نحو العلا


الدكتور المهندس محمد طارق البركات
باحث سياسي - ناشط نقابي