عجيب هذا المنطق الذي تعتمده امريكا في التعامل مع الثوره السوريه.. فهي لا تريد باي شكل من الأشكال ان تقف الى جانب الشعب السوري في ثورته ضد نظام الاسد, فتاره تشكك في انتماء الثوار الايديولوجي وتارة تنتقد اختلافهم وعدم توحدهم ,كما ان موقفها لم يتغير بعد اتحاد صفوف المعارضه في ائتلاف موحد والذي تحقق مؤخرا في دولة قطر..

وهنا فاني استشعر التدخل الاسرائيلي في هذه القضيه واكاد اجزم ان اسرائيل تمارس ضغوطا كبيره على الولايات المتحده لكي لا تتدخل بهدف اسقاط نظام الاسد ,ذاك النظام الذي حمى حدود الدولة العبرية من جهة الجولان ولم يطلق رصاصه واحده باتجاه الكيان الصهيوني لعقود طويله من الزمن..

ان الموقف الروسي وبالرغم من عدائه الواضح للثورة السورية واصطفاف القادة الروس الى جانب النظام الوحشي في سوريا، إلا ان هذا الموقف يستحق الاحترام لعدم تقلبه وصموده طيلة هذه الفتره بالرغم من كل الانتقادات الشديده الموجهة اليه..

والان وبعد ان تمكن الثوار السوريون الابطال من تحقيق المعجزات على الارض دون اي مساعدة خارجية، يخرج علينا الرئيس الامريكي بتصريح غريب يحذر فيه النظام السوري من استخدام الاسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري!

اي ان عشرات الالاف من الارواح ومئات الالاف من الجرحى التي تسببت فيها هجمات الطيران الحربي وراجمات الصواريخ والمدافع لا تعني شيا بالنسبه للامريكان ,وانهم حريصون فقط على ارواحهم اذا ازهقت بالسلاح الكيماوي!

وماذا سيفعل الامريكيون اذا استخدم النظام هذه الاسلحه بشكل مفاجئ وخاطف؟

انهم بالمؤكد لن يستطيعوا فعل اي شيء لانقاد الناس .

لذلك فانهم مدعون الان وليس غدا للتدخل اذا كانوا حقا حريصين على سلامة ما تبقى من الشعب السوري الذي يباد بشكل جماعي وبوحشية لم يسبقه اليها النظام النازي او المغولي وتحت سمع ونظر الامريكان والاوروبيين والعالم اجمع...

لقد سئمنا نحن العرب من مواقف امريكا التي لا تستطيع ان تتحرر من السيطره الصهيونيه واصبح انحيازها الاعمى لاسرائيل يثير في نفوسنا الاشمئزاز واصبحنا نتمنى لهم ربيعا امريكيا يحررهم من قيود الاستعمار الصهيوني .