عمون - محمد الخوالدة - يعتبر البعض ضاحية المرج في مدينة الكرك المنطقة الأكثر رقيّاً وازدهاراً بين أحياء وضواحي المدينة المختلفة، هذا الواقع جعل سكان هذه الضاحية يدفعون ضريبة هذا الأمر في أكثر من مجال.

ولعل أبرز هذه المجالات ما تشهده الضاحية من ضوضاء تنام وتستفيق عليها بسبب عشرات الشباب الذين يحضرون للضاحية من مناطق المحافظة المختلفة وبخاصة في ساعات المساء لقضاء أوقاتهم في محلات "الكفي شوب" أو في محال تناول الوجبات السريعة التي تعج بها الضاحية ليبلغ الأمر مداه عند بث مباريات كرة القدم للدوري الاسباني او للبطولات العربية والمحلية في هذه اللعبة.

وللموضوعية يمكن القول ان بعض الشباب من سكان الضاحية لا يقل اذاهم عن غيرهم والذين يقارفون افعالاً خاصة في تعاملهم مع السيارات التي يقودونها بعلم او بدون علم أولياء أمورهم.

هذا التجمهر الكثيف للشباب غالبا ما يفضي إلى مشاحنات ومشاجرات تؤذي المارة والسكان المجاورين، ناهيك عن عشرات ان لم يكن مئات السيارات التي يحضر بها اولئك الشباب من مناطق سكنهم يضاف اليها أعداد أكثر من سيارات المقيمين في الضاحية والتي تغلق متحركة او واقفة شوارع الضاحية الرئيسية على مدى ساعات النهار ومعظم ساعات الليل لاسيما في فصل الصيف حيث يقلق الوضع راحة السكان القاطنين في الوسط التجاري من الضاحية وحتى سكان الأحياء البعيدة فيها لجهة صعوبة ان يتحرك الناس الذين يسعون لقضاء حوائجهم من المحال التجارية او غيرها إلى درجة ان البعض يختار طرقاً بديلة للشوارع الرئيسية للوصول إلى مساكنهم.

ويرى البعض ان تجمع مئات الشباب بسلوكياتهم المتباينة يساعد في انتشار عادات سيئة تعتبرا خطرا على سلامة تربية ومستقبل الاجيال نتيجة اقران السوء الذين قد يصادفونهم او يتعاملون معهم لاول مرة، وهنا فان البعض يأملون من اولياء امور الاطفال من سكان الضاحية بعدم السماح لابنائهم بالخروج من مساكنهم ليلا كي لا يختلطوا بغرباء او حتى المشكوك بسلوكهم من سكان الضاحية نفسها.

يقول ايمن 18 عاما انه يأتي من بلدته إلى ضاحية المرج لانه يشعر بان اجواءها مختلفة عما هو الحال في بلدته التي تنام من بعد صلاة العشاء، فيما يمكنه السهر في المرج إلى ساعة متأخرة، كما ان في الضاحية اماكن للترفيه ومطاعم تبيع وجبات سريعة.

اما ياسر17 عاما فيقول انه يأتي للضاحية لان الحياة فيها غير، وقال بلهجته الخاصة "هان كل اشي موجود وبتقضي وقت ممتع في وسط الزحمة ولمة الناس في الشوارع والكوفي شوبات والمطاعم، وبعدين هان بشعر انه حر نفسه".

ونسجل بلسان العشريني وليد من ابناء الضاحية قوله "بتشوف بعض الشباب السرسرية غالبيتهم من خارج الضاحية بتصرفوا بشكل مو اكويس، وبمارسوا عادات بطالة بس الواحد بتجنبهم حتى لو حاولوا التحركش به".

محمود صاحب محل تجاري في الضاحية قال: لماذا نضع كل اللوم على الشباب القادمين من خارج الضاحية، فمن أبناء الضاحية من الشباب من يمارسون أفعالاً منافية للذوق والقانون، يفحطون بالسيارات ويقودونها بسرعات جنونية وسط شوارع مكتظة، وغير ذلك من سلوكيات سلبية لا تنم عن تربية بيتية سوية، وكان اولياء الامور المعنيين في غفلة من امرهم.

ولي الامر ابو سامر قال انه الزم أبناءه الثلاثة بالتواجد في المنزل في ساعة مبكرة من الليل بعد علمه بان هناك من الشباب من يمارس سلوكيات غير حميدة، مطالبا اولياء الامور بشكل عام سواء في ضاحية المرج او في أي مكان آخر بمتابعة ابنائهم والتأكد من صداقاتهم وكيف يمارسون حياتهم اثناء وجودهم خارج المنزل سواء في المدرسة او في الجامعة او في الوقت الذي يسمح لهم فيه بالبقاء خارج المنزل.