الفترة الزمنية التي يعيشها الوطن هذه الايام ,تزامنت مع بيئة خصبة مليئة بتداخل الاحداث, وكلها مرتع خصب لنمو وتكاثر الشائعات ,ما قوي منها وما هزل , فالربيع العربي المزعوم , ممتزج بالاحداث الدولية و الاقليمية , وما يروى عن مخططات مخبوءة في باطن الملفات , والحراكات الشعبية الملفعة بمطالبات الاصلاح , و الانتخابات النيابية المتوترة متبوعة بالتوزير و التعيين , وركود اقتصادي ينذر بازدياد الفقر و البطالة , وأحلام تداعب خيالات الراغبين في أن يطالهم نفع من التغييرات المتوقعة في مناصب المسؤولية .

كل ما ذكر أعلاه , هو نقطة في بحر الفساد المنتشر , وكما يقال عنا أننا دولة صغيرة تنتقل بها الشائعات بسرعة بالغة , لأن الأردنيين متعطشون لسماع الخبر الجديد , إضافة الى انتشار الإنترنت بمعدلات عالية , أخذت على عاتقها زيادة الألحان والأنغام الشجية على عجز الموازنة وتراكم الديون,إضافة الى إرتفاع الأسعار غير المحدود وغير المسيطر عليه , متبوعا بإعلان التقشف على حساب مواطن فقير ,دون محاسبة فاسد متخم بأموال الحرام .

الشائعات بدأت , وفجرتها الأحوال الجوية التي سادت المملكة , في كل محافظاتها ,وما كشفته من عيوب في البنى التحتية ,وتقصير في عمل بعض المؤسسات الحكومية , وتخلي القطاع الخاص عن جزء هام من المواطنة ,والتي لولا لطف الله بعطائه ,عطاء رحمة , وجهود الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى ,لكانت الأضرار أكبر وأكثر جسامة ,وأن هذا التقصير لن يتبعه محاسبة , وستنتهي الفزعة بنفس السرعة التي جاءت بها .

الشائعات المؤلمة والهدامة , سيبدأ أوارها قبل بدء الانتخابات بأيام قلائل ,ثم إنها ستشتعل يوم الانتخاب و الفرز,وسنندم إذا لم نحتاط و نحضر جيدا بعد تفكير ملي عن اليوم التالي الذي تعلن به النتائج ,لأنه في هذا اليوم ,يلتقي المغرضون والمندسون والفاشلون في الانتخابات معا على هدف واحد ,بالتأكيد سيكون يوما عبوسا قمطريرا .

أصحاب الشائعات , أهدافهم غائرة غامضة مخفية , ملفعة بالظلام ,هدامة يتربصون الخبر ,في قلوبهم مرض , ينثرون السموم , ليس لهم ذمة ولا ضمير ,يستهدفون الفتنة و تفتيت النسيج و قتل الثقة بين الدولة و المواطن ,يربكون أصحاب القرار ,ويدخلون الوهن في الأنفس ,يتلذذون بها ويلوكونها مضغا ,يتجرون عليها إناء الليل و كل النهار .

إنه واجب أرباب الأسر ,وأهل العلم في شتى مواقعهم ,والائمة في منابرهم ,والإعلام الصادق في أقلامهم و أصواتهم وتصويرهم ,بالصوت والصورة (عليهم قتل الشائعات).

عليهم حماية الوطن ,من اثارة النعرات وانتشار أجواء القيل و القال وكثرة الأسئلة ,حتى لا تنخر الشكوك والهواجس وسوء الظنون ,والعشيرة والوطن,وتلتهب النار بالهشيم ,ويضيع الأمل المطل كالبصيص .

حمى الله الاردن وشعبه ومليكه

Abeer.alzaben@gmail.com
الدستور