الصورة الان باتت تتضح اكثر ..فاعلان حزب الوسط الاسلامي عن فوزه بـ 17 مقعدا في الانتخابات الاخيرة مؤشر اكيد بانهم جلسوا على مقاعد الاخوان المسلمين وانهم قد حصدوا هذا الرقم غير المتوقع (!) ليكونو بدلاء عن "الجماعة" التي قررت المقاطعة وبالتالي فانه يفترض بالمشهد انه قد اكتمل الان وبان الامور "عال العال" ولا يشوبها شائبة.. لم لا ؟ فالاسلام السياسي موجود رغم غياب اهله ..!

الغريب في الامر ان غالبية النواب الـ17 الذين اعلن حزب الوسط بانهم ينتمون اليه لم يعلنوا هم خلال حملاتهم الانتخابية بانهم من اعضائه (!) بل ولم يكن يعلم بذلك حتى محللين ومراقبين للعملية السياسية ، اضافة الى ناخبيهم الذين يمكن القول انه بشكل او باخر قد "تم خداعهم" لانهم انتخبوا هولاء المرشحين وهناك حقائق قد اخفيت وغيبت عنهم..بل واعتقد ان بعض هؤلاء المرشحين لم يكن يعلم بانه من الوسط الاسلامي اصلاً الا بعد فوزه ؟!

"الوسط الاسلامي" الذي خاض الانتخابات سابقا ولم تكن نتائجه كما هي اليوم ، يفرض علينا ان نتوقف برهة عندما نرى هذا الرقم الكبير لحضورهم تحت القبة وان نقرأ المشهد بتأن وروية ..!

متطلبات الربيع العربي باتت تقتضي "اشراك" الاسلام السياسي بدلا من ان يقوم هو بـ"انتزاع" حصته !..ومطلب "الوسطيين" اليوم برئاسة المجلس والمشاركة بالحكومة تفرد باقي الاوراق المخفية على الطاولة، فالمشهد القادم بات واضحا الان خلاف تبعاته وارهاصاته ..!

هل يمكننا القول اننا قد نجحنا في انتخابات 2013 ام عكس ذلك؟ ام اننا وصلنا الى القدر الممكن من النجاح والمتاح في ظل الظروف الراهنة ؟

نجاحنا من عدمه في الانتخابات لا يمكن البت فيه من الان دون انتظار الايام القادمة وما ستفرزه علينا من قصص وحكايا ربما ترضي هذا وتغضب ذاك الا ان الاعراب قالو ذات يوم بان البعرة تدل على البعير..والأثر يدل على المسير..!

القوائم الوطنية التي خاضت الانتخابات تكاد تكون مضحكة حد الجنون..فلم يفز من بعضها سوى بعضها ..بل واكتفت برؤساء قوائمها فقط.. ولم تكن مشاركة بقيتها ذات جدوى الا على الخطاطين واصحاب محلات الحلويات والمطاعم التي تقدم المناسف الساخنة وبعض العاطلين عن العمل..!

ويبدو ان اعلان الحكومة عن توفير 18 الف فرصة عمل قبل شهر من الان كانت تقصد به فرص عمل في حملات المرشحين الانتخابية، ويبدو ان الحكومة قد صدقت الوعد وأوفت..!

يوميا كنت امر من مكان عملي نهارا بقناة نور الاردن من جبل الحسين الى حي المهاجرين القديم حيث اسكن..ويوميا امر بعشرات اليافطات الانتخابية والصور المعدلة على "فوتو شوب" وابتلع كثيرا من الحبوب المهدئة..حتى تمنيت لو كان هناك طريقا دون تلك الصور لامر منه لكن عبثا..!

واعاود مساء كل يوم ايضا المرور بنفس الشوارع اثناء ذهابي الى دوامي الليلي بوكالة الانباء الاردنية وعودتي الى حي المهاجرين ومرورا بنفس الصور والاسماء والشعارات التي انهكت اعصابي..

اقترحت على صديق يحبه قلبي وهو الزميل والاخ راكان السعايدة ذات ليلة ان نسافر خلال فترة الانتخابات لنريح انظارنا من "حبايبنا" فرد علي انه يفكر بذات الموضوع تزامنا معي ليريح اعصابه التي ترفض الاستراحه.

الانتخابات سواء اختلفنا ام اتفقنا معها وعليها مرت.. لكن بعض الصور والشعارات ما زالت معلقة في شوارع العاصمة..! ومن منبر عمون اوجه نداءا عاجلا لامانة عمان ..اريحي ما تبقى من اعصابنا..!