ما زال صدى الصرخة المدوية التي أطلقها عامل " الطوبار " السوري في الشارع لإسعاف جارنا " أبو جمال " عالقة في ذهني بعد ان سقط من بنايته التي كان العمال مشغولين في تجهيزها " للعقدة " ، فمشكلة " أبو جمال " بالنسبة لهؤلاء العمال والمقاول أيضا انه كثير " النط " إلى حد إنه لا يوجد مسمار او " صبة " إلا ويفاجاهم بحضوره المباغت ليضمن ان كل " مسمار " في " الطوبار " قد " إندق " في مكانه الصحيح وحسب المخطط الهندسي بل ويتابع عن كثب " حتى بعد تعافيه من السقوط " مكونات الخلطة الإسمنتية المستخدمة في عملية البناء ليكون مسكنه الدائم والذي نال من عمره وماله الكثير الكثير مسلحا بالأمن والأمان ...وبعد مضي ما يزيد " 30 " عاما ما زلت أشاهد بنايته صامدة ومن أجمل بنايات الحي رغم مضي السنين ....!!!!

في " المربعانية " الاخيرة والتي داهمتنا بامطارها وثلوجها وسيولها بمختلف محافظات المملكة عندنا وما خلفته من أضرار كبيرة وكثيرة على أغلب الطرق والأنفاق والشوارع والأرصفة أستذكرت " نطنطة " "أبو جمال " وقارنتها " بالنطنطة " التي مارسها أغلب المسؤولين الذين كانوا معنيين في مشاريع البنية التحتية والخدمية قبل سنوات حينما كانوا " ينطنطون " امام الكاميرات التلفزيونية أثناء الإفتتاح لها وهم يقصون " الشبر " بل ويتصدرون نشراتها الإخبارية ولقاءاتهم الحوارية في الصحف الرسمية حول أهمية الجسور والشوارع والطرق التي أفتتحت في عهدهم للإستثمار والإقتصاد الوطني ....ليتبين لنا في " المربعانية " أن " نطهم " للأسف كان مؤلم و" فاضي " ....امام العالم أجمع ...!!!

كثيرا من المحللين في بلدنا أثارهم الهول والصدمة من هذا التداعي في بعض البنى التحتية عندنا التي أطالها الخراب من الأحوال الجوية التي مررنا بها بل ان أحدهم عبر عن ذلك متهكما بألم " الآثار التي تجاوز عمرها آلاف السنين في الأردن بقت صامدة ...اما شوارعنا التي لم يتجاوز بعضها عمر السنتان تداعت في الامطار " ....!!!!

من المهم جدا لنا وبعد هذه التجربة الأليمة التي مرت فيها بعض مشاريع البنى التحتية من خراب ان يكون ذلك مبعثا لكل الجهات الرقابية والمحاسبية الحكومية والتشريعية والإعلامية ان تفتح ملفاتها للمحاسبة ومعاقبة المتقاعسين عن رقابتها ومتابعتها وبخاصة في الوقت الذي تعاني منه الموازنة الحكومية عبئا ثقيلا من أعباء ملفات أخرى كان الله في عون الحكومة على حملها فالوطن ليس بحاجة لأعباء جديدة ....أن محاسبة المسؤولين عن الاخطاء بل الخطايا التي مرت في بعض هذه المشاريع يجب أن يحاسبوا لكي يكونوا في ذلك عبرة لمن ما زالوا لا يعتبرون ....!!!!!