- حدثني والدي يوما بأن قيمة الإنسان بما يتركه من إرث معنوي يحمله أبناؤه من بعده وبالتأكيد ليس بإرثه المادي، وأن النجاح يقاس بالاحترام الذي يبعثه الحديث عن الشخص بعد مماته. وهذا أمر لا يمكن شراؤه بأي ثروة ولا يمكن تزويره، انه النتيجة الحتمية لمسيرة الشخص واتصافه بالنزاهة والصدق في كل أعماله في السر والعلن. ذكرنا والدي دوما بأن حبل الكذب والتصنع قصير ولا يصح إلا الصحيح، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاء.

نصحنا والدي أيضا بأن لا يخطف البريق أبصارنا فالبريق لا يدل على المعدن ولا على القيمة. كان يؤمن بأن الحياة والمسيرة ستضل الطريق حتما من دون وجود رسالة لتهديها سواء السبيل.

كل الأعمال يجب أن تراعي الضمير والتاريخ، فالتاريخ قد لا يذكر جميع المحاسن ولكنه لا يغفر الخطايا والزلات. قال أيضا: كن طيبا واصنع طيبا ولا تنتظر المكافأة أو العرفان بالجميل.

واليوم وأنا أراقب التصنع والتزلف والالتواء والتلون أتذكر والدي وأدعو له بالرحمة وأكرر قوله "لا يصح إلا الصحيح".