ها قد أينعت سنابلنا الذهبية وحان وقت حصاد ثمار جهودهم ليشقوا طريقهم بكل فخر واعتزاز لما قدمته أيديهم ..مضى عام بين الكد والتعب والسهر..جمعهم هدف واحد هو الوصول نحو الافق ورفع راية الوطن وانارة دروب الجهل بنواميسهم التي يزداد بريقها ,فبعد كل تعب راحة تتبدد وأمل قد زرع معهم منذ ظهورهم عناقيد صغيرة على أرض الواقع.

وها هم طلبتنا يتوجهون غدا للتقدم لامتحان الثانوية العامة,حيث يعتبر هذا الوقت حرجا في حياة طلبتنا واولياء أمورهم لما يحتاجونه من معاملة نفسية ومعنوية وحتى تغذوية خاصة نظرا لما يبذلونه من جهد وضغط نفسي وجسدي أثناء الدراسة,لذا فان على أولياء الامور الاهتمام بتغذية ابنائهم أولا ليضمنوا لهم صحة عقلية وبدنية تساعدهم في البدء بالامتحان بنفسية ومعنوية سليمة وعالية.

وعليهم أيضا توفير الجو الهادئ والمناسب لهم دون التسبب في الضغط عليهم متجنبين اجهادهم وارهاقهم لئلا يفقدوا التركيز في الدراسة وبالتالي الفشل في الامتحان,ولا بد أن يأخذوا قسطا من الراحة أثناء الدراسة وأن يراعوا النوم المبكر خاصة ليلة الامتحان لأهميته في تنظيم وترتيب المعلومات التي تمت دراستها نهارا,وعليهم التركيز على وجبة الافطار لانها تمد الجسد بالطاقة وتحثه على البدء بعملية التمثيل الغذائي وعليهم تناول العصير الطازج بدلا من المنبهات مثل القهوة التي تسبب الارق قبل التوجه للامتحان.

ولا يمكن لجهودهم أن تضيع طالما أنهم يتوكلون على الخالق الذي لا يضيع عنده كد او تعب,ولكي يحققوا أعلى المعدلات عليهم أن يتذكروا عند دخولهم قاعة الامتحان قراءة الاسئلة بتمعن وتأن,والاجابة عليها بطريقة منظمة دون ارتباك أو توتر منتبهين الى تقسيم وقت الاجابة بما يتناسب مع عدد الاسئلة ومتفادين أيضا نسيان أو ترك اي سؤال دون اجابة.

فكثير من طلبتنا يتوجهون الى القاعات خائفون ومرعوبون من الامتحان مما يؤدي الى نسيان بعض المعلومات والذي اصلا تكمن أسبابه الى عدم التركيز في الدراسة مسبقا وعدم الالمام بكل المادة مما ينتج عنه غياب ثقة الطالب في نفسه فيتفاجئ بالاسئلة ظنا منه أنها من خارج المنهاج,وكثير من الطلبة يتوجهون الى القاعات بنية الغش في الامتحان مما يؤدي الى الارباك والنتيجة معاقبتهم بالحرمان من تقديم الامتحان.

ولا ننسى ان نذكرهم باتباع الحكمة القائلة"لا تؤخر عمل اليوم الى الغد" ليتواصلوا مع المواد ويجهزون أنفسهم للامتحان ضمن خطة زمنية ينهون فيها كل المواد دون تأجيلها لوقت ما قبل الامتحان متدراكين حدوث أي ظرف طارئ قد يؤدي الى عدم الدراسة,وعلى طلبتنا أن يتوجهوا الى القاعات بخطى قوية أساسها الثقة بأنفسهم تجعلهم يتفادون عنصر القلق الذي ينعكس سلبا على قدراتهم حيث أنه من الممكن أن يتحول الى حالة مرضية تفقد الطالب قدراته على التركيز والاداء الجيد.

وعلى اولياء الامور تقديم كل الدعم النفسي وتنمية الثقة بالنفس لدى ابنائهم وتحفيزهم بمكافئات ما بعد التفوق لتشجيعهم على بذل قصارى جهودهم لتحقيق اعلى النتائج.

ولا ننسى دور وزارة التربية والتعليم بكافة كوادرها الفعالة متمثلة بوزيرها وأمينها العام وادارة الامتحانات بتهيئة كل الظروف النفسية والمادية لاتمام سير الامتحان الوطني متعاونين مع الاجهزة الامنية لتحقيق الامان والسلام اثناء تأدية الامتحان ليحصد طلبتنا ما يزرعونه بعدالة ومصداقية واضعين نصب أعينهم أنه من جد وجد ومن سار على الدرب وصل.