يعتقد الغالبية العظمى من أبناء امتنا العربية ان الفنان المصري رامز جلال هو أشهر ممثل عربي أجاد عمل ( المقالب ) على شاشاتنا العربية وذلك بعد نجاح برنامج المقالب الشهير ( رامز عنخ امون ) الذي عرض في شهر رمضان المبارك ..

كانت فكرة برنامج المقالب الشهير ( رامز عنخ امون ) تقوم على فكرة استدراج الفنان المصري الى مقبرة فرعونية حديثة الاكتشاف وبعد وصول الفنان يبدأ مجموعة من علماء الاثار بتقديم شرح عن اهمية اكتشاف المقبرة ومن ثم تتم دعوته الى زيارتها .. بعد ان يتم انزال ( الفنان ) الضيف ب ( قفة ) الى سراديب تحت الارض كان اول ما يصادفه على بوابة المقبرة لوحة حجرية مكتوب عليها حسب ترجمة عالم الاثار المرافق له : ( اللي يمس مقبرتي بسوء حايلدغه العقرب ويعظه الثعبان ويهشم عظامه التمساح ) أي بمعنى سيصاب بلعنة ( الفراعنة ) ..

ومن ثم ينتقل الضيف الى الممرات الداخلية فيشاهد ( المومياء ) موضوعة داخل حجرات جانبية ، ومن ثم يتم ادخاله الى احدى الغرف عبر بوابة نصف مفتوحة فيتحجج المرافق بشيئ ما ليخرج من الغرفة فيتم انزال البوابة لتصبح الغرفة مظلمة فيبدأ الفصل الاول من ( الرعب ) وطاويط تتطاير ، وثعبان يطل من احدى الحجرات الصغيرة ، وصراخ من الخارج بضرورة المحافظة على ضبط النفس والاوكسيجين .

في هذه اللحظات تشاهد ابطال المسلسلات والافلام العربية على حقيقتهم المرة واذا بأبطال ( الاكشن ) قد مسهم الخوف والرعب منهم من أنقطع ( نسله ) من على هذه الدنيا ، ومنهم من بدأ يتقرب الى الله بالدعاء والمغفرة ، ومنهم من ( تجبصن ) في مكانه ، ومنهم يا ( ياعيب الشوم ) ما بدا وكأنه ( فلّت ) .. بعد ثواني معدودة من الرعب يتم فتح بوابة في الجهة المقابلة ويتم الطلب من الضيف المرور بسرعة فيعتقد ان الفرج جاء فيتفاجا بعد دخوله الغرفة وأذ ب ( مومياء ) موجود داخل تابوت فيبدأ بقراءة ( المعوذات ) وأرسال نداءات الاستغاثة مجددا وهنا تبدأ المومياء بالتحرك وقبل ان يلفظ الضيف انفاسه الاخيرة من الخوف ينزع رامز جلال ثوب المومياء الذي يرتديه .. فتبدأ هنا وصلة من الشتائم والردح والشلاليت والوعيد بحق السمج ( رامز جلال ) بعد ان تعود الحياة مجددا الى وجه الفنان الضيف بعد أن يكتشف ان ماحصل هو مجرد ( مقلب ) ..

هذا ما اتحفنا فيه الفنان رامز جلال في رمضان اما رئيس وزرائنا ، وحامي حمانا ، ورافع أسعارنا ، ولاعن سلسفيل اللي جابنا .. فهو الاخر أراد ان يمتع الشعب الاردني بنفس طريقة رامز جلال ..

حيث ما أن تولى رئاسة الوزراء حتى استدرج الشعب الاردني بأكملة الى مقبرة ( العجز والمديونية ) وشرح لنا نفس شرح عالم الاثار للفنان عند بوابة المقبرة حيث قال لنا في بداية عهده : ( اذا لم ارفع الاسعار سينهار الدينار وستلدغنا المديونية ويعظنا العجز ويهشم رؤوسنا صندوق النقد الدولي ) فأدخلنا في داهاليز الارقام واطلق علينا ( الغاز والمحروقات والبطاقات والكهرباء ولازال الحبل على الجرار ) ونحن لانملك الى الدعاء بأن تمضي قرارات النسور على خير ..

في أي دولة في العالم عندما يتم اتخاذ قرارات اقتصادية يتم بيان الاثر المالي لها على موازنة الدولة ومؤشرات النمو قبل حتى ان يتم أقرارها وبعد فترة وجيزة من اقرارها يظهر جهابذة الاقتصاد ويشرحوا مقدار الدخل وكيف ساهم في النمو او في سد العجز فأن لم يساهم في شيئ من ذلك يتم العودة الفورية عن القرار لعدم جدواه ..

في بلدنا يتم الرفع ليلا نهارا ومع ذلك كأنك يا أبو زيد ما غزيت بل على العكس تماما كل ما فيها الموازنة بتزيد بلّه ..

عذرا رامز جلال .. ( النسور عنخ امون ) .. هو ( شخصية ) العام ؟!!