عاطف علي الفراية
قرأت في عدد اليوم الثلاثاء 27/2/2007 من صحيفة الخليج خبرا ‏ملخصه أن الأردن يحاول دخول موسوعة جينيس (بأكبر طبق منسف في ‏العالم) حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الأردنية بترا أمس
وأن الوكالة نقلت عن صاحب الفكرة أن المأدبة التي ستقام في الثلاثين ‏من الشهر الجاري تقدر كلفتها الإجمالية بمائة وستة وأربعين ألف دينار ‏أردني بدعم من شركات محلية وأنها ستكفي عشرين ألف جائع ‏
ولما كنت من المفتونين بقراءة اسم الأردن في كل مجال عالمي يمكن ‏التميز فيه فإنني كنت أحلم أن أرى اسم وطني الحبيب مقترنا بإنجازات ‏علمية واختراعات تكنولوجية .‏واكتشافات دوائية وأي إنتاج حضاري يفيد البشرية ويجعلنا حاضرين ‏حضورا فاعلا وحقيقيا في مسيرة الإنسان المعاصر
لكن ما دام الأمر جاء على هذا النحو فإنني أريد التوقف عند بعض ‏حيثيات الخبر ‏
أولا: تقوم الممايزة في دخول جينيس على ما يمكن التنافس فيه بين ‏جهتين، فمن هي الجهة التي يمكن أن تنافس الأردن في حجم أكلتها ‏الشعبية التي لا تشيع أصلا إلا فيها، مع أجزاء محدودة جدا من جنوب ‏سوريا والجولان المحتل؟ أي أننا في مثل هذه المنافسة ننافس أنفسنا ‏فقط.‏
ثانيا: لما كان الأمر كذلك فلماذا لا نقوم بالتنافس على دخول جينيس ‏بامتلاك أكبر (قرقاع) في العالم، والقرقاع للذي لا يعرفه هو جرس يعلق ‏في رقبة الكبش الذي يقود قطيع الغنم، أو أكبر سعن لبن أو أكبر حبة ‏جميد .. ما دامت كل هذه الأشياء تخصنا وحدنا تقريبا ولن ينافسنا فيها ‏أحد!‏
ثالثا: كم مرة دفع رجال الأعمال الداعمين لهذه المعجزة الجديدة مبلغ ‏مائة وستة وأربعين ألف دينار لصناديق تتولى ابتعاث أبناء البلد ‏الموهوبين للتخصص في مجالات علمية حديثة ومهمة، وكم 146000 ‏دينار دفعوا لصناديق إعالة الفقراء ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ‏وصناديق مكافحة البطالة وغير ذلك الكثير جدا مما لا يجد يدا تمتد له؟
رابعا: رغم غرامي الشخصي الشديد بالمنسف وهو الغرام الذي يجعلني ‏أصر دائما على أن يصلني الجميد أولا بأول من الجديدة في الكرك إلى ‏الشارقة مباشرة، إلا أنني أعتقد أنه سبب ارتفاع أسعار اللحم في الأردن ‏وأحد أهم الأسباب التي تحد من تطور حجم الثروة الحيوانية لدينا، لأنني ‏سبق ورأيت كم هي شاقة عملية تربية مئة خروف وتسمينها، ورأيت ‏كيف تذبح المئة في حفلة زواج واحدة
معنى هذا أننا سنتميز في جينيس بأننا مستهلكون من الدرجة الأولى ‏