عمون - وفاء مطالقه – تبنت الامم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية معادلة هذا العام احتفالا باليوم العالمي للقلب الذي يوافق غدا الاحد عنونتها ( 25 =25 ) وتعني خفض نسبة الوفيات الناتجة عن امراض القلب والشرايين على المستوى العالمي الى 25 بالمئة بحلول العام 2025.

ويهدف الاحتفال بيوم القلب العالمي الى إذكاء الوعي العام بكيفية الحد إلى أدنى مستوى من عوامل الاختطار المرتبطة بأمراض القلب ، مثل التحكّم في الوزن وممارسة النشاط البدني بانتظام.

وتنظم منظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة انشطة في مختلف دول العالم بالتعاون مع وزارات الصحة ومنظمات المجتمع المدني تشمل مسيرات ومسابقات في العدو ومنتديات علمية للحث على ممارسة الرياضة والحفاظ على اللياقة البدنية لتجنب العديد من الامراض التي من ابرزها تلك المؤدية الى امراض القلب والشرايين".

ويعتبر الاردن من الدول الاعلى في الاقليم من حيث ارتفاع اعداد الوفيات الناتجة عن الامراض القلبية والوعائية وامراض السكري وارتفاع التوتر الشرياني واختلاط الدهون والسمنة وجميعها عوامل خطورة مؤدية للاصابة بامراض القلب" وفقا لمدير السجل الوطني في وزارة الصحة الدكتور محمد الطراونة.

الطراونة اضاف لـ(بترا) ان الوفيات الناتجة عن الامراض القلبية والوعائية تصل الى حوالي 36 بالمئة من اجمالي الوفيات سنويا في المملكة مشيرا الى ان 34 بالمئة من تلك الوفيات تحدث قبل سن الستين.

واشار الى ارتفاع الكلفة العلاجية المباشرة لامراض القلب ومسبباتها من 654 مليون دينار العام 2004 الى مليار ومئتي مليون دينار في العام 2010.

الدكتور الطراونة الذي يشغل كذلك مدير الامراض غير السارية في وزارة الصحة قال ان الاردن تنبه الى خطورة انتشار الامراض غير السارية التي تعتبر من عوامل الخطورة المؤدية الى الاصابة بامراض القلب، اذ تبنى في العام 2011 استراتيجية وطنية للوقاية منها وتم تحديد الأدوار المطلوبة من الجهات المعنية بتنفيذها كوزارات الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية والتربية والتعليم والتعليم العالي والبلديات.

واضاف ان وزارة الصحة بدأت بمرحلة تجريبية شملت 120 مركزا صحيا تم من خلالها استحداث برنامج رصد الكتروني لمؤشرات السيطرة على الامراض القلبية ومسبباتها مثل السكري والضغط والكولسترول .

وقال انه تم التعميم على مديريات الصحة والتربية والاوقاف في المحافظات لتكثيف الانشطة الهادفة الى التوعية بعوامل الخطورة المسببة للامراض القلبية والوعائية طيلة ايام السنة وليس في يوم الاحتفال باليوم العالمي للقلب فقط.

استشاري امراض القلب والشرايين الدكتور ايمن حمودة قال ان امراض القلب والشرايين خاصة الجلطات القلبية والدماغية تعتبر المسبب الاكثر انتشارا للوفيات على المستويين العالمي والمحلي ، اذ تفوق اعداد ضحايا الجلطة القلبية او الدماغية الحادة اعداد ضحايا حوادث السيارات والمرور والسرطانات والالتهابات.

واضاف ان اسوأ اوجه اصابة الاردنيين بالجلطة الحادة هو العمر المبكر للاصابة مقارنة مع الغرب , اذ يعتبر متوسط العمر للاصابة في الاردن 55 سنة، اي عشر سنوات اصغر منه في الغرب، كما ان رُبع مرضى الجلطة القلبية في الاردن لم يبلغوا الاربعين من العمر عند اصابتهم الاولى.

واكد انه لم يعد بالامكان السكوت عن هذه الحقائق لان نسبة لا يستهان بها من المصابين هم من الفئة الشابة او متوسطة العمر الذين يعيلون اسرا ناشئة ويشكلون حصة لا بأس بها من القوى العاملة المنتجة.

وقال ان نسبة المدخنين في المملكة تصل الى 70 بالمئة من الفئة الشابة المصابة بالجلطات القلبية، وتتراوح ما بين 30 الى 40 بالمئة لدى المصابين بالجلطة ممن تتعدى اعمارهم الخمسين سنة، مشيرا الى ان "12 بالمئة فقط من المرضى يقلعون عن التدخين بعد الاصابة".

واشار الى اهمية تفعيل قانون منع التدخين في الاماكن العامة باعتباره الوسيلة الاكثر فعالية , وهذا ما اثبتته دراسات من مدن عديدة في العالم ( لندن , روما , نيويورك وغيرها) حيث انخفضت اعداد من يصاب بالجلطة الحادة بشكل كبير عند تفعيل هذه القوانين . وبين الدكتور حمودة "ان قانون منع التدخين لا يزال ينتهك يوميا في مؤسسات القطاعات الحكومية والخاصة والمطاعم والفنادق ومراكز التسوق، والمستشفيات في المملكة ، ولم يعد هناك رادع الا في حالات قليلة".

واشار الى ان قياس الضغط والسكر والكولسترول لدى البالغين في المملكة كفيل باكتشاف حالات صامتة كثيرة وكفيل بالتالي بوصف العلاج المبكر لها , مشددا على اهمية حملات التوعية لطلبة المدارس بمضار التدخين وخطورة زيادة الوزن , واهمية ممارسة الرياضة اذ انها جميعا تحمل اثرا ينعكس ايجابا على الصحة العامة.

وقال : اما بالنسبة للبالغين فقد وجدت الدراسات ان المشي لمدة 30 دقيقة يوميا في معظم او جميع ايام الاسبوع يعتبر من اهم وسائل الوقاية من أمراض القلب والضغط والسكري والكولسترول. من جهة اخرى ينوي الإتحاد العالمي لجمعيات طلبة الطب في الأردن (جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الأردنية والجامعة الهاشمية) وبالتعاون مع وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية ومستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي وصندوق الملك عبدالله للتنمية تنظيم حملة طبية في اليوم العالمي للقلب وفقا للطالب محمد الصمادي عضو الاتحاد.

وقال ان الحملة التي تبدأ غدا تشمل يوما للتوعية الصحية المتعلقة بأمراض القلب وأهمية الحياة الصحية في محافظة عجلون حيث ستقوم مجموعة من طلبة الطب وأطباء الإمتياز والإقامة باجراء فحوصات مختلفة لأبناء المجتمع المحلي.

كما سيتم عقد مؤتمر طبي ويوم علمي في الرابع من تشرين الاول المقبل بمشاركة نخبة من الأطباء في المملكة وقطاعات مختلفة وطلاب الطب في الجامعات المذكورة يناقش موضوعات متعلقة بامراض القلب اضافة الى اقامة ماراثون في محافظة اربد بمشاركة طلاب الجامعات: الأردنية والعلوم والتكنولوجيا والهاشمية واليرموك وابناء المجتمع المحلي في الثامن من الشهر المقبل.

يذكر ان الاتحاد العالمي لجمعيات طلبة الطب منظمة مستقلة حصلت على الاعتراف من منظمة الصحة العالمية كمنتدى دولي لطلاب الطب في أكثر من مئة دولة.