أول من أمس أقيمت مسيرة سيارات في العاصمة عمان لدعم الأقصى ؟ والغريب أن هذه المسيرة مرت دون أن نتوقف عندها ولو قليلا ...

القصة أبعد من مسيرة القصة هي تكتيك اتبعه أنصار الإخوان في مصر بعد سقوط مرسي والغرض منه شل الحياة العامة في القاهرة ,فمن ضمن الخطط التي كشفت عنها الصحافة المصرية للإخوان هي شل وسائل النقل عبر التظاهر في محطات مترو الأنفاق وعبر إيقاف السيارات في المناطق الحساسة من القاهرة ....وأحيانا عبر تعطيل سيارات النقل الكبيرة ..والغريب أن يُسمح بمسيرة مثل هذه .

السؤال هل كانت هذه المسيره تدريبا أو جس نبض , خصوصا أنه تم زج سيدات كثر فيها أم أنها بنية صافية ولا خوف منها ؟

حين تم استخدام دوار الداخلية من قبل البعض كمكان للتجمهر من أجل شل عصب الحياة في العاصمة عمان , ولأن هذا المكان استراتيجي ويربط بين معظم أحياء العاصمه عمان تم استهدافه ليكون تجمعا بشريا ... قادرا في لحظة ما على تعطيل كافة وسائل النقل العام وخلق أزمة مرورية خانقة , ولكن بعد فشل هذا التجمهر ..والذي كان عبارة عن محاولات استنساخ لشكل التظاهر في مصر تم القفز إلى شكل جديد من اشكال إحراج الدولة والضغط عليها بمسيرة السيارات هذه , والتي تستطيع من خلالها أن تشل عصب الحياة في عمان , في حال طلب من المشاركين في المسيرة إيقاف سياراتهم في مكان ما ومغادرتها .

ولأجل إحراج الدولة تم وضع القدس والأقصى كعنوان للمسيرة , وفي حال منعت إدارة السير أو الداخلية إنطلاقها سيتم تقديم الحكومة على أنها جهة ترفض التعاطف مع القدس وأنها جهة مع تهويد القدس .
الإخوان لم يبدلوا في النهج بل بدلوا في التكتيك أيضا وأجزم أن مسيرات السيارات هي محاولات تدريب , على إنتاج وسائل ضغط على الدولة فقط ولا حظوا معي أن الخطاب لدى الإخوان والنقابات تغير الان فمن الإصلاح كقضية اساسية إلى القدس وفلسطين , علما بأن فلسطين نسيت خلال العامين الماضيين وتم الإستعاضة عنها بخطاب محلي...وهاهي الآن تعود عبر مسيرات السيارات .

على الدولة أن تنتبه جيدا وأن تدرك أن مسيرات السيارات هذه قادرة على شل حركة النقل والأفراد , فأنت حين تقرر مرور مسيرة ما عبر شارع إستراتيجي ... فمن الممكن أن تتدخل في مسير الأفراد وفي حركة قوات الأمن وفي عملية حماية وتزويد المرافق الحيوية .

مصر استطاعت معالجة هذا التكتيك اللئيم عبر منع هذه المسيرات وعبر إجراءات رادعة بحق كل سائق يرفع شعارا ويستعمل سيارته كأداه لخدمة أهداف تنظيم ما ونجحت أيضا في منع إغلاق (مترو الأنفاق) ...وفي زج عربات النقل الكبيرة في الأحياء الضيقة واستعمالها كحواجز لمنع وصول تعزيزات الأمن . والغريب أنه نفس التكتيك المتبع في مصر فالذين كانوا في المسيرة نساء وأطفال وبالتالي سيتم إحراج الأمن واتهامه بأنه يستهدف النساء والأطفال , كمحاوله لتشويه صورته خارجيا والضغط عليه .

على الدولة لدينا أن تدرك بأن هذا الأمر هو أبعد من مسيرة وهو تكتيك مبرمج ومعد مسبقا, وعليها أن تدرك أن الجماعات الإسلامية في العالم العربي تجاوزت مسألة الحزب وصارت تملك شعبا للتحليل والمعلومات الإستخبارية وتغيير التكتيكات وهذا ما كشفته الأحداث الأخيرة في مصر .

شوارعنا لم تنشأ كوسائل ضغط وتجريب على السلطة بل بنيت لاجل خدمة الناس وهي من جيب دافع الضرائب , وأظن أن الحكومة لدينا تعي الأمر جيدا.
(الرأي)