لنضع النقاط على الحروف .. لا توجد اي مرجعية فلسطينية ولا عربية ولا اسلامية مخولة بالتنازل عن حق العودة لا للاجئين ولا للنازحين او بالتنازل أو التخلي عن انش واحد من فلسطين التاريخية المحتلة البالغ مساحتها 27.009 كيلومترات مربعة بالتمام والكمال.

ولا يمتلك فردا او سلطة اينما وجدت وحيثما كانت، حق التنازل عن القدس المحتلة، وقبلة المسلمين الاولى، المسجد الاقصى الشريف، وسائر المقدسات العربية في المدينة المغتصبة، شاء من شاء، وأبى من أبى.

ان امة اسقطت من قواميسها (حق التحرير) ..ثم اسقطت لاحقا (حق المقاومة) وتريد الان اسقاط (حق العودة) بل وتعطي الكيان المحتل بصمتها (حق القتل) .. و(حق الاستيطان)، وحق انتهاك حرماتها ومقدساتها، بحجة ضعفنا وقوتهم، غير مخولة بامتلاك (حق التفاوض) نيابة عن مئات الملايين من الشعوب التي حتى اللحظة صامتة.

ان القبول بالتخلي عن حق العودة، مقابل حفنة دولارات امريكية، والتنازل عن ذرة واحدة من ارض فلسطين التاريخية لا يعني تحت اي ظرف كان، واي ضغوط كانت، ومقابل اي ثمن لا تتخيله مخيلة، سوى انها اكبر خيانة في تاريخ البشرية مذ هبط سيدنا ادم على الارض حتى زوالها.

ان تحرير فلسطين، من دنس الاحتلال الاسرائيلي، سواء اليوم او غدا او بعد الف سنة، هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، وان لم يكن الفلسطينيون ولا الامتين العربية والاسلامية قادرون على تحريرها الان، فلا يعنى هذا القبول بـ"تسوية" خاسرة على حساب فلسطين واهلها، وليتركوا مصيرها للاجيال القادمة القادرة التي عل الله ان يخرجها من اصلاب هذه الامة المتخاذلة.

ان تسمية (المفاوضات الفلسطينية) أو (المفاوضات العربية) مع الكيان الاسرائيلي اساسا، لا تعني بقاموسي سوى التفاوض على فلسطين، وفلسطين لا يفاوض عليها..!

ثم فيما لو اتفق "المفاوضون" مع الكيان الاسرائيلي، خلافا لارداة الشعوب العربية والاسلامية، فان الضغوط التي سيواجهونها ساعتها من شعوبهم، ستكون اشد وقعا بملايين الضغوط الامريكية والاسرائيلية التي تمارس عليهم، وسيفتحون على أنفسهم ابواب الجحيم، ولن تكون لا امريكا ولا اسرائيل قادرة على حمايتهم ولا حماية كراسيهم حينها.

فلسطين التي يريدون تقزيمها الى مساحة لا تتعدى بلدة..وربط اجزاء مبعثرة من الضفة الغربية مع قطاع غزة المحاصر من كل صوب وحدب بـ"قطار سريع".. وتسمية هذه التوليفة الغريبة العجيبة لاحقا (دولة فلسطين)، والتي لن يكون لها سلطة لا على حدودها وبحرها ولا مائها وسمائها، ستكون بلا ادنى شك اغرب (كيان) عبر التاريخ السابق واللاحق، ولا يمكن لكل مجامع اللغة العربية ان تستنبط تسمية لهذا الجنين المسخ المشوه.

ان التوقف فورا عما يسمى بـ"المفاوضات" مع الكيان الاسرائيلي، والاعتراف بفشل كل الاتفاقيات و"المفاوضات" عقب ربع قرن من بدايتها، ووضع الامتين العربية والاسلامية بل والعالم اجمع، بمسئولياتهم تجاه قضية فلسطين المحتلة، سيكون موقفاً مشرفاً للفلسطينيين، بدلا من البقاء بحالة الانجرار نحو المجهول، ونحو انهاء القضية الفلسطينية، على حساب الفلسطينين اصحاب الحق والقضية.

فلسطين من النهر الى البحر..خط احمر، حق العودة ..خط أحمر، القدس..يسيل لاجل ذرة من ترابها المقدس (الاحمر) الذي يسري في عروق كل مسلم وعروبي.. ودون ذلك فلتذهب كل (المفاوضات) الى الجحيم..