عمون - رجّح مصدر حكومي مطلع يوم أمس أن تتخذ الحكومة، من خلال ذراعها التنفيذية في قطاع الاتصالات (هيئة تنظيم قطاع الاتصالات) قرارا بخصوص توجهها المقبل لترخيص ترددات الجيل الرابع خلال الاسبوع الحالي.

وقال المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه، بأن الحكومة على الاغلب ستتجه للحديث وعرض الترددات على المشغلين الحاليين العاملين في السوق المحلية على اختلاف توجهاتهم وآرائهم حيال تبني هذه الترددات واطلاق خدمات الجيل الرابع.

وأضاف المصدر نفسه بأن هذا التوجّه يأتي بعد فشل الحكومة في استقطاب عروض ضمن عطاء ترخيص ترددات الاتصالات، ومنها ترددات الجيل الرابع الذي أُعلنت نتائجه قبل أسبوعين، وأسفر عن رفض العرضين المقدمين في إطاره من جهتين "لم تفيا ببعض شروط العطاء، وخصوصا موضوع الكفالات البنكية" - بحسب ما أعلنت الحكومة، التي قالت على لسان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عزام سليط بأن الحكومة تسعى لإدخال خدمات الجيل الرابع المتنقلة (4G) إلى السوق المحلية بأسرع وقت ممكن من خلال دراسة كافة الخيارات المتاحة لتنفيذ هذا التوجّه ومنها خيار الحوار والتفاوض مع شركات الاتصالات الرئيسية الثلاث العاملة في السوق المحلية.

واشار المصدر الى ان هذا التوجه يأتي أيضا بعدما تقدّم واحد من المشغلين الحاليين بطلب رسمي للحصول على ترددات " الجيل الرابع" وهو على الاغلب شركة " زين الأردن" التي كانت أعلنت في أكثر من مناسبة عن استعدادها لحيازة الترددات بمبلغ 180 مليون دينار.

غير ان المصدر قال بان هيئة تنظيم قطاع الاتصالات يجب ان تحدد توجهها بما يتفق والمرجعيات القانونية، والسياسة العامة للحكومة في القطاع، ومن ثم تبني الخيار المناسب الذي سيعلن قريبا بإعادة طرح الترددات ضمن عطاء جديد وهو خيار مستبعد نوعا ما، او الخيار الثاني الاقرب وهو الحديث وعرض الترددات على المشغلين الحاليين.

وكانت الحكومة أعلنت قبل اسبوعين عن رفضها لعرضين احدهما محلي وآخر اجنبي تقدما للحصول على ترددات " الجيل الرابع"، حيث رفضت العروض المقدمة من كل من شركة شعاع المدينة "كلكم" العاملة في السوق المحلية وتقدم خدمات " الواي ماكس"، وشركة " أميريفون" المسجلة في أميركا، كون العرضين مدار البحث كانا مخالفين لشروط دعوة العطاء الذي تضمن فرصا لترخيص استخدام الطيف الترددي الراديوي في النطاقات (800 م.هـ)، (1800 م.هـ)، (2100 م.هـ)، (2300 م.هـ)، (2600 م.هـ).

وكانت شركات الاتصالات المحلية الثلاث (زين، اورانج، وامنية) عزفت عن الدخول في عطاء ترددات ترخيص الجيل الرابع، وذلك لتحفظات كانت تتحدث عنها حول شروط العطاء، وطرحه دون دراسة لواقع السوق والاثار السلبية على القطاع التي كان من الممكن ان يحدثها ترخيص مشغل رابع في الأردن.

وزير الاتصالات كان أكد - وقت إعلان نتائج عطاء " الجيل الرابع" - بأن القطاع والمستخدم الأردني بحاجة لتجربة واستخدام هذه التقنية الحديثة في الاتصالات المتنقلة، والهيئة مطالبة بالعمل على الاجراءات التي من شأنها ادخال الخدمة الى السوق المحلية، وفقا للمرجعيات القانونية.

ودعا الوزير هيئة تنظيم قطاع الاتصالات للعمل ودراسة كافة الخيارات التي من الممكن ان تقدّم من خلالها خدمات الجيل الرابع ومنها خيار التحاور والتفاوض مع شركات الاتصالات العاملة في السوق المحلية.

وتظهر الارقام زيادة انتشار خدمات الخلوي والإنترنت في المملكة، حيث زاد عدد اشتراكات الخلوي لتسجل مع نهاية العام الماضي قرابة 10.3 مليون اشتراك بنسبة انتشار تتجاوز 156%، كما زاد عدد اشتراكات الإنترنت بمختلف تقنياتها الى أكثر من 1.5 مليون اشتراك مع نهاية العام الماضي كان منها حوالي 1.2 مليون اشتراك لتقنية الجيل الثالث، فيما بلغ عدد اشتراكات تقنية "الواي ماكس" حوالي 122 الف اشتراك فقط، وحوالي 199 ألفا لتقنية "الايه دي اس ال"، ما يدلل بوضوح على تفوق كبير وبفارق شاسع لصالح تقنية الجيل الثالث.(الغد - ابراهيم خريسات)