facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تنمية لأجل النخب


ابراهيم غرايبه
21-04-2014 02:15 AM

يلاحظ مايك ديفيز في كتابه "كوكب العشوائيات"، أنه في محاولات حل مشكلات العشوائيات وإسكان الفقراء، لم يأخذ المخططون للأمكنة بالاعتبار الاستراتيجيات الفعلية لمصادر رزق فقراء الحضر، بما في ذلك استخدامهم المتكرر لمنازلهم ورش عمل، أو حاجتهم إلى السكن في موقع قريب من الأسواق المركزية أو المصانع؛ وكذلك عدم اتساق السكن الشاهق على أطراف المدن (الأبراج السكنية التي أقيمت لإيواء الفقراء) مع البنى الاجتماعية السائدة والاقتصادات غير الرسمية. وهذا خطأ تاريخي متكرر للإصلاحيين الحضريين وقياصرة المدن في كل مكان.

ويذكر المؤلف تجربة مبكرة في خمسينيات القرن التاسع عشر، عندما أقيمت مساكن للفقراء، لكنهم رفضوا الانتقال إليها بسبب شكلها الموحد، فتحولت إلى مساكن للمستأجرين البرجوازيين. وفي دراسة حديثة، لوحظ بوضوح أن الفقراء كانوا يفضلون بحماس أحياءهم العشوائية القديمة على الأبراج الجديدة؛ حدث ذلك في هونغ كونغ، والجزائر، وتونس، ودلهي، وبومباي، وكلكتا. فقد فضل الفقراء دائما البقاء في عشوائياتهم، وكان المستفيد من المساكن المدعومة هم الموظفون والطبقات الوسطى.

لقد أصبحت الدولة الحديثة بعد الاستقلال أو الناشئة من رحم الكولونيالية الغربية، كما يقول ديفيز، خائنة لوعودها لمواطنيها بحياة أفضل، وتوفير السكن والعمل والتأمين الصحي لهم. وهناك إجماع على أن السكن العام المدعوم من الدولة في العالم الثالث، قد انتفعت به، بشكل رئيس، الطبقات الوسطى الحضرية والنخب؛ هؤلاء الذين يقدمون معدلات ضرائب منخفضة، ويتلقون مستويات مرتفعة من الخدمات البلدية.
ففي الفلبين، على سبيل المثال؛ تحولت مشروعات إسكان الفقراء، والتي شارك فيها البنك الدولي، إلى مصادر للربح الفاحش للمقاولين. وللسبب نفسه كرهها الفقراء، إضافة إلى بعدها عن أماكن العمل والخدمات. وفي نهاية الأمر، حولت الجهود البطولية للبنك الدولي معظم العشوائيات إلى أماكن متكدسة، وانتهت الأراضي المخصصة لإسكان الفقراء إلى موظفي الدولة والطبقات الوسطى، وانضم إليهما منتفع جديد هو المنظمات غير الحكومية.

متوالية العشوائيات لم تقف عند الفقر والفجوة المتسعة بين الفقراء والأغنياء وغياب الأمان والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي لنسبة كبيرة من الناس، ولكن هذا التهميش أنشأ متوالية أخرى من الإرهاب والتطرف وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر. وربما يكون أسوأ من استعباد البشر والدعارة، ما يجري من اتجار بالأعضاء البشرية، وهي سوق ظهرت في الثمانينيات، وافتتحت بجراحة نقل الكلى، والأعضاء البشرية الأخرى القابلة للزراعة والتبديل. وامتدت هذه السوق من الهند إلى أجزاء واسعة في العالم! وهي حالة وصفها الرئيس الأسبق للكونغو/ زائير: "كل شيء يمكن بيعه، كل شيء يمكن شراؤه".
هل تختلف مشروعات الإسكان عندنا عن المشروعات التي تحدث عنها مايك ديفيز؟
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :