خليط من عامية الخطاب وركاكة الفصحى والأخطاء النحوية والاملائية المستفزة.. هو الحال المائل لمداخلات القراء وتعقيباتهم على صفحات المواقع الإلكترونية المحلية والعربية. ولا يقتصر مأزق اللغة العربية على القارئ وحده، إنما تمتد أذرعه إلى واجهة التفاعلات المجتمعية والثقافية والمؤثر الأكبر في وعي الناس وصياغة المواقف، وسائل الإعلام. فشاعت الأخطاء وكثر توظيف المفردات الأجنبية في ثنايا الخطاب الإعلامي دون داع وزحفت العامية فوق الألسن والأقلام..كما أصبح مزج العربية والإنجليزية في حوارات الشباب أو ما يسمى العربيزية ظاهرة أخرى تستحق الرصد، خاصة من نال منهم تعليما في مدارس أجنبية، واللافت أن العربيزية تطورت لاحقاً من المنطوق إلى المكتوب، وبخاصة بين الفئات العمرية التي ولدت في منتصف الثمانينات وما بعدها.

من مفارقة القدر أن يتراجع حال اللغة العربية كوعاء ناقل للفكر وتصبح إهانتها سلوكا عاما في المجتمع، في الوقت الذي انتشرت فيه المدارس والجامعات وتراجعت نسبة الأمية في الوطن العربي وتقدمت وسائل الاتصال والأعلام إلى الحد الذي وصلته اليوم.

لا أكتب انحيازاً للغة بقدر ما هو دفاع عن الانتماء والهوية، ما يحدث هزيمة نفسية وقهر فكري وانجرار بائس لتقليد الغرب ورفض الواقع.

إن المغلوب، بحسب ابن خلدون، يهوى دوما تقليد الغالب.. لنبدو في محاولتنا اللحاق بالآخر مرتدين حلة لا تظهرنا إلا أكثر اهتراءً.

ranaframe@yahoo.com
عن الراي.