يا سَيّدي,وأعرِفُ,وأدرِكُ,وأجزِمُ أنّكَ لا تَسْتَحسِنُ مُفردات التَفخيمِ,والتَعظيمِ التي تَليقُ بِكَ فخاطبتُكَ "سَيّدي",وما قُلتُ "مَوْلاي"!

وأعرِفُ كَم يا "أخي",و"صديقي",و"وَليَّ أمري" يُوْجِعك ألمُنا,ويُفرِحُكَ فَرَحُنا,وأعرِف كَم أنّ أبوابَك مُشَرّعة,ونوافذك على اتساعها هي ملاذ آهات الموجوعين,المُتَألمين وهذا أيضاً ما يدعوني لاستبدال "مولاي" ب "سيّدي",أو "أخي",أو يا "عَظْمَ رقبتنا",وهذه حالُ الأردنيين الذين أغرَقَ "شواربهم" دَمعُ فَراق "الحُسين" لكنّه عادَ ذلك الدَمعُ فأنبَتَ الأملَ على أوراقِ جذوعِكَ,وفروعِكَ يا شَجَرَ زيتوننا,وغارَنا الذي وَعَدَنا بهِ حَقلُ الهاشميين الخَصْبْ.

خمسَة عَشَرَ عاماً مِن الأُخوّة,والصداقة,وهَمْسِ الألفةِ بعيداً عن أزيز رصاص,وهدير طائرات,وصَخَبِ مُجنزرات ما يَدور في عالم"القويّ يذبحُ الضعيف",وعالم"الحاكم الذي يَستقوي بالعِباد",مَرّت كأنّها مِن حلاوَتِها دقائِقْ,يا مَن أورَثَتْ مَفرِقَيكَ شَيْبَ الحُكَمَاءَ من "الشريف الحُسين",إلى "عبدالله الشهيد المؤسّسْ",إلى ملك الديمُقراطيّة"طلال",إلى "الحُسَيْن السَخيّ بقلبه فِداءً للأمّة".

خمسة عشر عاماً يا سيْدي,سيتلوها الزمَن,وأعمارُنا ونحنُ حُقول الدَحنون الأحمر,والسَبَلْ الكريم الذي يَفتَدي التُراب الأردنيّ,ونحنُ القَيصوم,والزعترُ البَريّ الذي يُعَطّر ُ فضاءَ الوطن بِصُحبَتِك يا ساهراً مُقيماً بيننا,أو مُرتَحِلاً هنا وهُناكَ لأجلِنا...يا سَيْدي "عبدالله" أبارك لِعَرْشِ قلوبنا بِكَ يا غالي , يا إبن "الحُسَيْن",وابنَنا,وأخينا,وَ وَليَّ أمْرَنا.