كانت المبادرة لانشاء صندوق تنمية المحافظات تولدت خلال زيارة جلالة الملك إلى محافظة البلقاء في تموز عام 2011 وكان الهدف من انشاء هذا الصندوق تمويل المشاريع الإنتاجية والخدماتية لمؤسسات المجتمع المحلي للمساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية المحلية في المحافظات وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين وزيادة فرص العمل لأبناءالمحافظات ، لقد رصدت الحكومة 25 مليون دينار من موازنةعام 2011 للبدء بتنفيذ مشاريع في المحافظات وهكذا كانت الانطلاقة لصندوق دعم تنمية المحافظات والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بعد ثلاث سنوات من هذه المبادرة الملكية ماذا انجز هذا الصندوق في ظل الارتفاع المستمرلمعدلات الفقر والبطالة في المحافظات المختلفة ، وهل تم تفعيل دور هذا الصندوق بشكل يتوائم والظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن وهل تم مرجعة للسياسيات والاولويات التي وضعت عند تاسيس الصندوق في ظل ما استجد من ظروف اقليمة انعكست على واوضاع الاردن الاقتصادية والاجتماعية وتماشيا مع كتف التكليف التي وجهت للحومات المتعاقبة ، هل هناك استراتيجية رسمت وخطط عملية ومشاريع تنتظر التنفيذ لحين توفر التمويل ـ لماذا لم يبادر هذا الصندوق الى تقديم حزمة من المشاريع التنموية والانتاجية ليتم تمويلها من المنح الخليجية العربية التي قدمت الى الاردن ، لماذا الانتظار ونحن لدينا الكفاءات والخبرات الاقتصادية في القطاع العام والخاص ، لماذا نكتفي بجلد الذات والتذمر من ارتفاع اعداد الوافدين المهجرين الذين باتوا ينافسوا الاردنيين في مختلف القطاعات الاقتصادية و اصبحوا يشكلون عبء ثقيل على امكانيات وموارد الاردن المحدودة في ظل تراجع وتنصل المجتمع الدولي من مسؤوليته تجاه هولاء الوافدين المهجرين ، ولماذا لا يتم وظع خارطة طريق لاداء هذا الصندوق وبرنامج عمل وفق فترات زمنية محددة على ان يتم ذلك من خلال تفعيل التعاون والمشاركة بين الجهات الرسمية في المحافظات و هئيات المجتمع المحلي في المحافظات في وضع رؤية واحده لتكون تلك الخطط تتوافق واحتياجات وتطلعات تلك المجتمعات المحلية في المحافظات ، لكي نستطيع ان نخرج من عنق الزجاجة والوصول الى شاطئ الامان بالوطن يجب ان ترص الصوف وتكاتف الايدي وان نحاول استغلال كافة مصادر التمويل والدعم المتاحة لاسيما واننا نمر في مرحلة اقتصادية وسياسية حرجة ، نحن هنا ليس بموقع لتقييم ومحاسبة الصندوق بل لحث كافة الجهات الرسمية وقطاعات المجتمعات المحلية للبدء في التعاون للنهوض في تلك المجفظات ودفع عجلة التنمية فيها بشكل ينعكس ايجابيا على اوضاع المواطنيين في تلك المحافظات.