وقفة بتمعن امام ما اكده وزير الزراعة بأنه ليس صحيحا ان القطاع الزراعي «مهمش وضعيف» بل هو قطاع جيد وصامد ومنتج للعمالة ، الا ان بعض السياسات الحكومية تعيق تقدمه !

جميل ان نسمع هذا الكلام من الوزير .. ولكن ماذا عملنا ونعمل لتصحيح السياسات الحكومية التي تعيق تقدم قطاع الزراعة ؟ واننا امام منظومة اسئلة من ضمنها :

السؤال الاول : اعلن جلالة الملك ان 2009 عام الزراعة . ومنذ ذلك الزمن ، هل وضعت الحكومة خطة زراعية محددة وواضحة وقابلة للتحديث والتطوير حسب المستجدات على ارض الواقع ؟ وعمليا الجميع مقتنع ان واحدة من المشاكل الاقتصادية في الاردن هي نقص المياه ، واعتماد الزراعة على الامطار ! والجميع متطلع الى خطة بديلة لاعتماد منهجية زراعية تقلل من الاعتماد على الامطار ، والانتقال الى المزروعات التي تكتفي متطلبات نموها بالاقل من المياه ! ودعونا نستفيد من تجربة الصندوق الهاشمي في تطوير الرقعة الزراعية في البادية الاردنية .

السؤال الثاني : هل صحيح كما تم نشره سابقا ان 4% فقط من الاراضي الصالحة للزراعة في الاردن يتم استغلالها .. وماذا بخصوص الاراضي عالية الخصوبة في الاردن مثل حوض البقعة ، والزحف العمراني المتواصل اليها ؟

السؤال الثالث : هل اتخذت الحكومة قرارات نهائية بشأن مسألة الاراضي الزراعية المستأجرة منذ نحو 45 عاما ، وامكانية تفويضها للمواطنين ؟ واكد رئيس الوزراء الاسبق ان الحكومة مستعدة ، وحتى من دون مقابل لتفويض الاراضي التي يقوم المواطن باستصلاحها وزراعتها ، وان ينتج منها وان يخلق فرص عمل فيها ويوفر دخلا له ولعائلته على مدى السنوات ! فهل تمت متابعة هذا الامر الهام ؟

والسؤال الرابع : هل هناك ترتيبات لتطبيق برنامج للتأمين الزراعي كما هو معمول به في دول مجاورة حيث واجه القطاع الزراعي في الاردن موجات صقيع متتالية اصابت المزروعات باضرار كبيرة خلال مواسم الشتاء ، وقدرت الاضرار بنسبة تجاوزت 30% من الاراضي المزروعة كمتوسط على مدار فصول الشتاء الاربعة الماضية !؟ وهل نعزز فكرة التأمين الزراعي بالشراكة مع القطاع الخاص !؟

ولقد بين الوزير انه تم تعديل 16 نوعا من التعليمات الصادرة عن قانون الزراعة ، وان هذه التعليمات يجب ان تكون متغيرة ليس فقط بسبب ما يستجد بل وفقا لنتائج تطبيق هذه التعليمات التي يجب ان يجري تجديدها بالشراكة مع القطاع الخاص .

بقي من القول .. نتفاءل عندما يؤكد الوزير انه ليس صحيحا ان القطاع الزراعي " مهمش وضعيف " ،
ولكن ستبقى الارقام الحالية وفي المستقبل القريب هي الفيصل !