نعيش الآن موسم الزيتون ، وبالتأكيد ان العقبة الرئيسية تكمن في ادوات واساليب تسويقه داخليا وتصديره خارجيا !

ان الاردن بحاجة الى توجه هادف يسلط الضوء على الاولويات الزراعية ، وان المطلوب هو تعزيز فكرة انشاء منظمة متخصصة في زراعة وتصنيع وتسويق الزيت والزيتون ، وانشاء اكاديمية متخصصة في كيفية بناء واحات زيتون وارفة الظلال ، بحيث تكون انعكاسا لارادة قوامها الصمود امام مقولة شح المياه ، بالتعامل مع شجرة لا تحتاج الى مياه غزيرة للري ، وانما تتطلب ارادة ورغبة وتصميم وتوكيد لميراث عشقناه ، والانتقال بخطوات جادة نحو ايجاد ميزة نسبية للاقتصاد الوطني عنوانها : نصف مليار شجرة زيتون مثمرة بحلول عام 2025 !

وحقيقة الامر ان الحاضر والمستقبل القريب ينبئان بوضع غامض للزراعة بشكل عام وللزيتون بشكل خاص .. وهذا مدعاة الى القول ان زراعة الزيتون لا تزال قائمة بحكم تمسك الانسان الاردني فيها ، وتعطي انتاجا سنويا يفيض عن حاجة المجتمع المحلي ، ولكنها ترسخ كما غيرها من الانماط الزراعية الاخرى ، بين سندان غياب التخطيط الاستراتيجي للنهوض بالقطاع الزراعي ، وبين مطرقة تدني مستوى الاهتمام والمتابعة لهذا القطاع الحيوي !

وتذكرني هذه المقدمة بالشروط والمعايير التي وضعها المجلس الدولي للمجمع الوراثي الدولي لزراعة الزيتون ، كمتطلبات مسبقة يتوجب توفرها في الدولة التي يمكن اعتبارها مؤهلة لاستضافة هذا المجمع الدولي ، وهو الحدث الزراعي الاكثر بروزا عند الحديث عن زراعة الزيتون !

ولقد كان الاردن من بين الدول المرشحة لاستضافة هذا الحدث ، ويعكس هذا الحدث العلمي التسويقي اعترافا باهمية زراعة الزيتون في الدول التي تتنافس على استضافة المجمع .. وان انعقاد هذا المجمع على الارض الاردنية فرصة للتذكير باهمية زراعة الزيتون التي شكلت ميزة نسبية في حياة الاردن والاردنيين !

ومما لا شك فيه ان نجاح الاردن في انعقاد المؤتمر على اراضيه يعتبر فرصة استثمارية وواجهة اعلامية وتسويقية ولبنة اساسية ، لاجراء بحوثا علمية على اصناف الزيتون المختلفة ، والتعرف على مدى ملاءمتها للظروف المناخية ومواصفات التربة المحلية !

وان السعي لجذب انعقاد هذا المجمع العالمي على الارض الاردنية ، والعمل على تكرار انعقاده على الارض الاردنية ، هو بمثابة التأكيد على دور شجرة الزيتون في المنظومة الزراعية الاردنية .. وان مجرد الاهتمام بهذا الحدث ، يعكس دورالجوانب الاقتصادية والاستثمارية لزراعة الزيتون في الاردن .. واهمية تأسيس اكاديمية للزيتون في الاردن .. ومدى نجاعة التركيز على شجرة الزيتون ، وضرورة جعل الاردن واحة خضراء من خلال التخصص في انتاج الزيتون في منطقة الشرق الاوسط !

اذن .. الرؤية محددة والرسالة واضحة ، ونقطة الانطلاق اننا نتطلع الى " منظومة لزراعة الزيتون " .. فهل نحقق الهدف نحو نصف مليار شجرة زيتون بحلول عام 2025 ؟