حينما يُنشئ أحدنا صفحة على أحد مواقع التواصل الإجتماعي,وبنضم لصفحته الكثيرون من الأصدقاء، والقراء والمتابعين فإن هذه الصفحة تغدو وكأنها صحيفة أو مجلة يكون صاحبها هو رئيس تحريرها المسؤول عن كل ما يُنشَر أو يَنشرهُ هو عليها, أما حينما يكون صاحب تلك الصفحة أحد قادة حزب, أو حركة فإن ما يتم نشره على صفحته يؤخذ على أنه تصريحات رسميّة يوافقه عليها حزبه أو حركته لأي منهم انتمى, وفي هذه الحالة عليه أن يتوخى الحذر في كل ما يكتبه, أو ينشره, أليس كذلك؟

وحينما يكون بلد المنشأ لتلك الصفحة هو الأردن فعلى صاحبها أن يفهم بأن حُرية القول,والنشر التي أقرّتها القوانين الأردنية لا تُبيح له أن يُسيئ للعلاقات الأردنية مع شقيقاته الدول العربية الأخرى، ولا حتى الصديقة، إلا إذا ضرب بعرض الحائط مصلحة وطنه، وقدّم عليها مصلحة وأهداف حركته أو حزبه!

"زكي بني رشيد" فتح نارا ظالمة على أشقاء لنا على صفحته في "الفيسبوك", واتهمهم بدعم الإرهاب, ووجّه لهم شتائم لا تليق بأخوة عرب يُشاركوننا همومنا منذ أن تأسست دولتهم,ولم يحدث مُطلقاً أن قاموا هُم بتوجيه التهم، وكيل الشتائم لنا، وما حاولوا يوما أن يُسيئوا للعلاقات الحميمة الصادقة التي تربطنا بعم, فلماذا يفعل "زكي" الذي لم يكُ ذكيّا حينما ظن أن التهم, والشتائم التي وجهها لدولة الإمارات العربية المتحدة ستجعل "أبو ظبي" تتراجع عن قرارها في وضع "حركة الإخوان المسلمين" على قائمة الإرهاب!

لا يحق "لزكي" أن يثأر من أشقائنا على حساب الأردن, وكان على "زكي" غير الذكي الانتباه إلى حقيقة أن الأردن ومنذ تأسيسه يحرص على ديمومة متانة علاقاته مع اخوانه العرب بصفته وريث الثورة العربية الكبرى التي جمعت كل العرب.

كان على "زكي" غير الذكي الإلتفات إلى تسمية جيشنا بالعربي التي سبقت الأردني لأننا نذرناه لكل العرب,إن نادى مُناد منهم,والتاريخ يشهد, فكيف يتهم, ويشتم من إن طلبوا فزعتنا نفزع ونهرع لهم؟!

أنا لا أدافع عن دولة الإمارات العربية المتحدة, بل أدافع عن مصداقية الأردني الحقيقي الذي يعز عليه أن يخذل ويُسيئ لسمعة وطنه, وأنا لا أدافع عن دولة الإمارات المتحدة التي ما خذلتنا يوما, ولا أغلقت أبوابها ولا نوافذها في وجوه العرب, كل العرب, لكني وبصفتي أكن لشعبها كل احترام, وأخوّة, وتقدير فإني أعتذر من كل واحد منهم وأقول لهم "لا تلوموا من إذا جهل الصقر شواه"!