facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الزرقاء والضوضاء


المهندس سميح جبرين
12-04-2008 03:00 AM

وكأن مدينة الزرقاء لا يكفيها ما فيها من كوارث بيئية ناجمة عن كونها تضم بجنباتها اكثر من خمسين بالمئة من عدد المصانع الموجودة في المملكة ، يضاف الى ذلك التلوث الناجم عن الانشطة البشرية من استخدام للسيارات و الباصات التي تعمل على الديزل ،والتي تجوب شوارع المدينة الضيقة نافثة خلفها غازات العوادم ، وبظل انعدام اي مساحات خضراء داخل و خارج المدينة، اصبح هواؤها ملوثاً بنسب تفوق الحد الأعلى المسموح به وفقا للمقايس الدولية .طبعا ولا ننسى في هذا السياق التلوث الناجم عن تسرب المياه العادمة الى الشوارع في بعض الاحياء وما ينجم عن ذلك من روائح كريهة مسببة لأمراض كثيرة لا تفرق بين صغير وكبير.
اصبح الكل على يقين ،المواطن العادي قبل المسؤول، ان حل المشكلة البيئية في مدينة الزرقاء ليس بالأمر اليسير بالمنظور من الايام ،وذلك تبعا لما تتطلبه هذه الحلول من ارصدة مالية كبيرة غير متوفرة بميزانية الدولة.
حال مواطن مدينة الزرقاء يقول ،نستطيع تفهم ان الحكومات شبه عاجزة عن ايجاد حلول للمشاكل البيئية الكبيرة ،ولكن ما لايمكن تفهمه هو عدم التحرك ولو بخطوة واحدة للحد من ظاهرة الازعاج الناجمة عن مكبرات الصوت و الزوامير المستخدمة من قبل سيارات تجوب الشوارع و الاحياء طيلة النهار لتعلن عن بيع الغاز و الخضروات و مواد التنظيف و سيارات اخرى تعلن عن شراء الانتيكا .وهنا نتوقف عند ما قاله احد المواطنين الظرفاء جراء ما يعانيه من هذه الظاهرة فيقول؛
نصحوا في الصباح الباكر على صوت مرتفع و حاد لصبية يصرخون معلنين عن الكعك الطازج مع الزعتر ،ليأتي بعدهم بائع الخضروات و الفواكه مستخدما مكبر الصوت ليعلن عن البندورة و البطاطا و الكوسا و البقدونس الى ان ينتهي من قائمة الاصناف التي يحملها على ظهر "البكم"،و اثناء ذلك يبدأ المسلسل الطويل لسيارات الغاز ،مترافقة مع الصوت الحنون للزامور والذي يدفع بنا الى الجنون ،وتبقى هذه السيارات "تطربنا بأصواتها الشجية وبمعدل "وصله" كل عشر دقائق.ويضيف صاحبنا انه ومنذ عام تقريبا" و نظرا لأرتفاع اسعار المعادن في الاسواق العالمية ،دخل تجار الانتيكا الى هذا المضمار ليعلنوا ايضاً ومن خلال المكبرات ذاتها عن شراء الثلاجات و الغسالات و الصوبات المستعملة ،بالاضافة الى خزانات الماء المهترئة و المواسير و الطناجر و القلايات و غرف النوم و السفرة و الصالونات و زجاجات العطر الفارغة .وعند هذه النقطة يتوقف صاحبنا الظريف و يقول ،لماذا يشترون "قناني" العطر الفارغة ؟اليس من اجل تعبئتها بعطر مغشوش ليعاد بيعها على انها اصلية؟وهنا يتساءل اين اجهزة الرقابة عن هؤلاء.ثم يعود صاحبنا ساخرا ،هؤلاء التجار الذين "يصرعوننا" بمكبرات الصوت ، يجولون باليوم الواحد و بالشارع الواحد اكثر من عشرة جولات يعلنون عن شراء الاثاث المستعمل، وكأننا اصبحنا نحن المهمشين قادرين على استبدال اثاث منازلنا مرة بالشهر على اقل تقدير و ذلك ليتناسب مع عدد جولاتهم ،الا يعلمون اننا قبل ان نفكر بوضع خطة خمسية لشراء غرفة نوم على سبيل المثال نكون قد استهلكنا الف مسمار و مسمار" لتسكيج" هذه الغرفة.تم يتناول هذا المواطن موضوع السيارات التي تقوم ببيع مواد التنظيف بالكيلو موضحا ان هذه المواد تكون غير مطابقة للمواصفات و المقاييس الفنية،وعوضا عن اتلافها من قبل المصانع المنتجة لها ،يتم بيعها لبعض التجار،والذين بدورهم يبيعونها للمواطنين بالاحياء الشعبية.
لم ينس هذا المواطن توجيه الدعوة لمن يرغب بحضور حفلات طرب تبث بشكل مباشر من خلال مكبرات الصوت، وتقام بالشوارع وعلى اسطح المنازل و تستمر"لنصاص الليالي" احتفالا بزواج "قدعان الحارة" حيث يتم افتتاح هذا الموسم مع بداية فصل الصيف.
ينهي هذا المواطن كلامه بجملة مريرة تحمل بطياتها خيبة امل من ان شيئا من مطالبهم و احتياجاتهم لن يتحقق قائلا ،لقد تعلمنا من هذه الدنيا ان اول سبعين عاما من عمر الانسان في بلدنا تكون بالعادة صعبة،ثم يأتي بعد ذلك الفرج.
توجب الاشارة هنا الى انه و بتارخ 25/9/2007 اصدر وزير الداخلية تعميما لجميع الحكام الأداريين جاء فيه منع سيارات توزيع الغاز من استخدام الزامور منعا باتا ،و الاستعاضة عنه بأستخدام الموسيقى كما هو الحال في العاصمة عمان،مع التأكيد على ان يكون صوت الموسيقى منخفض.وبعد اسبوع من صدور هذا التعميم ،وعند سؤال احد سائقي هذه السيارت عن هذا التعميم اجاب بأنه لا علم له به ،واضاف لقد قمت بالأمس بأستبدال الزامور بآخر صوته اعلى.
مضى اكثر من ستة اشهر على تعميم وزير الداخلية المشار اليه،ولم يلحظ احد من سكان مدينة الزرقاء اي خطوة من السلطات المعنية لتطبيق ما جاء بهذا التعميم. و هنا نقول، هل اصبح فعلا أمر متعذر و خارج عن قدرة الاجهزة الرسمية وقف هذا الاستنزاف لأعصاب الناس في مدينة الزرقاء جراء ما يعانوه من تلوث سمعي لا مبرر له.الا يكفي هذا المواطن ما يعانيه من ضنك لتوفير رغيف الخبز لعائلته ،اليس من حقه ان يخلد للسكينة في منزله بعد طول عناء.
تساؤلات نضعها امام المسؤولين ،علها تجد اجابة عليها بما يوحي للمواطنين ،انه ما زال هناك موظفين مهمتهم الاساسية السهر على تأمين احتياجاتهم، وليس اي أمر آخر.

sameehjo@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :