عاش الأردنيون أياما عصيبة للغاية وذلك منذ أن هددت عصابة الخوارج بإعدام طيارنا البطل معاذ الكساسبة إلى أن بث الموقع الإلكتروني لقوى الشر والظلام والضلال ما اقترفته يدا هذا التنظيم الإرهابي من حرق للشهيد حياُ حيث شهد هذا اليوم بالذات والأيام التي تلته وحدة وطنية ورفضاُ عارما وغير مسبوق لهذه الجماعة الإرهابية ، وهنا نستذكر أيضا وحدة الأردنيين أثناء تفجيرات فنادق عمان من قبل نفس العصابة حيث التحم الشعب الأردني بكامله في هاتين المصيبتين اللتين ألمتا بالوطن مع قواته المسلحة وأجهزته الأمنية خلف القيادة الهاشمية الحكيمة.
ومن هنا وجه الشعب الأردني رسائله إلى كل العالم وإلى كل متربص بأمن هذا الوطن أن الشعب الأردني لا تزيده المصائب إلا ثباتاُ وزيادةُ في التفافه حول قيادته وهذا أصبح مؤكداُ.
إن مكافحة المنظمات المتطرفة والفكر المتطرف يجب أن تكون بكافة الوسائل المتاحة وعلى كافة الأصعدة وخاصة في مثل هذه الظروف الإستثنائية التي تعيشها منطقتنا وعالمنا اليوم ومن هنا فعلى الصعيد العسكري يجب أن تستمر الضربات الجوية الموجعة لهذا التنظيم والتنظيمات الأخرى المشابهة بالإضافة إلى ذلك يجب أن ننشط في الجهد الاستخباري العسكري حيث حقق الأردن نجاحاُ في الماضي في قضايا مشابهة كذلك يجب ملاحقة قادة هذه التنظيمات الإرهابية وتخليص الأمة منهم حيث أنهم شوهوا صورة الإسلام والمسلمين.
اما على الصعيد الداخلي فيجب أن نستثمر هذه الحالة التي نعيشها ونبني عليها ونوحد كلمتنا في مكافحة الفكر المتطرف وأن لا نفوت الفرصة في تقديم إجراءات عملية لمحاربة هذا الفكر المتطرف وذلك من خلال :-
1-المراجعات الفكرية حيث أثبتت هذه الوسيلة نجاعتها ولنا في التجارب العربية المشابهة خير مثل.
2-المضي قدماُ في الإصلاحات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وزيادة المشاركة السياسية وتعميم الفكر الديمقراطي والدعوة إليه.
3-لايجوز أن تختطف بعض جماعات الإسلام السياسي المتطرف الشارع الأردني من الجميع فعلى الكل أن يسارع في تقديم البرامج لكسب تأييد الشباب والتأثير في اتجاهاتهم بإطار إيجابي يتفق مع الإتجاه العام للأردن.
4-يجب استثمار سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله وكسب الشباب المتدين والدعوة إلى تأصيل الفكر الإسلامي المعتدل والذي دعت إليه رسالة عمان.
5-يجب أن تنشط وزارتي الأوقاف والثقافة ومؤسسات المجتمع المدني كهيئة شباب كلنا الأردن والملتقيات والمنتديات الثقافية في تعميق الفكر المستنير والمسؤولية الوطنية والتقاط المبادرات التي تتعلق في هذه المرحلة والمتوافقة معه.
6-يجب أن تلتفت وزارة التربية والتعليم إلى المناهج الدراسية لترسيخ قيم المواطنة والدعوة إلى الفكر المستنير والمعتدل بحق وتوجيه هذه المناهج لترسيخ قيم المواطنة.
7-يجب على الدولة إيلاء المناطق التي تعاني من البطالة وتحتوي جيوب الفقر الاهتمام اللازم في محاولة إيجاد فرص عمل حقيقية ومشاريع تنموية تقيهم مغريات السلوك السلبي ، وخطفهم من قبل الجماعات المتطرفة.
كل تلك الأمور تتطلب استراتيجية إعلامية وطنية شاملة وفعالة حيث ثبت مدى الدور الذي يلعبه الإعلام في هذا المجال وهنا لابد من الإشارة إلى أن–الإعلام الأردني- كان على قدر من المسؤولية بالوقوف إلى جانب وطنه ومن هنا وعليه يجب على الاستراتيجية الإعلامية أن تكون واضحة ومفصلة ومحددة الأهداف وآخذة باعتبارها دور الإعلام المجتمعي المساند في تعميق الصورة الحقيقية للإسلام المعتدل ومحاربة الأفكار المتطرفة وبيان مثالبها.

النائب د. أمجد أبو جري أل خطاب

"الراي"