البكرج الي انتصب رنة فناجينة

هذا مطلع من أغنية يرددها أبناء معان في افراحهم بما يعرف بالجوفية.

جمعتنا بأبناء معان محطات سكة الحديد الحجازي المنتشرة من معان إلى عمان ، حيث كان العاملون في هذه المحطات من مدراء وعمال وحراس هم أغلبهم من أهل معان .

وجمعتنا معهم العشرة الطيبة في محطة سكة حديد القطرانة، فمعهم عشنا الجيرة الطيبة والأخلاق العالية والسيرة الحسنة فقد كنا مجتمعا صغيرا متماسكا نشترك بالافراح والاتراح.

وأذكر من مديري هذه المحطات حامد الديخ رحمه الله الذي كان علما من أعلام منطقة الحسا وكان معروفا بكرمه وأخلاقه، وجويدان الجمل ،إبراهيم فريج ، جميل الديخ و سليمان أبو عقلة .

وأول من عمل بالتجارة في القطرانة كان الحاج المرحوم محمد حمادة أبو طربوش (جدي والد والدتي ) حيث قدم من دمشق و أقام تجارته في القطرانة وشارك أيضا في الثورة العربية الكبرى، وكان بيته آنذاك ملتقى لمن ينوي السفر بالقطار وكان الجميع يحب أن يقيم عنده منهم المرحوم عودة أبو تايه وحمد بن جازي و حمد العلياني الحجايا وسليمان الخيبري وغيرهم من رجالات الكرك .

وبعد إنشاء الخط الصحراوي تضاءلت أهمية سكة الحديد بنقل الركاب فتوقف عن المسير وتقلص نشاط محطاته ولم يعد حتى فيه موظفون سوى بعض الحراس .

محطات سكة الحديد ( الخط الحجازي الأردني ) والتي تعتبر أثرا إسلاميا ساهم في إنشائها جميع الشعوب الإسلامية ومحطة القطرانة بالذات تعتبر من أبنية سكة الحديد التاريخية ولكن بدأت تسري بأطرافها تأثيرات الزمن نتيجة لعدم الصيانة الدورية لمبانيها فاصبحنا نشاهد هذه الأبنية قد غزاها التصدع لعدم الإهتمام بالصيانة من قبل المسؤولين المباشرين عن إدارة سكة حديد الحجاز والدولة بشكل عام ففي محطة القطرانة نرى التصدع في معظم أبنية المحطة ومنها ما له ذكرى تاريخية مثل العنبر الذي استقبل به أبناء محافظة الكرك الملك المؤسس عبدالله الأول رحمه الله عند قدومه من معان.

ومثل مبنى العنبر الذي استقبل رجالات الأردن يجب المحافظة عليه وجعله متحف وديوان لإستقبال الضيوف والسياح و اجتماعات المسؤولين .

ويجب جعل سكة الحديد والمباني التابعة لها جزءا من المشروع السياحي الذي يتم العمل عليه لقلعة القطرانة، وأنني اهيب بكل من يهمهم الأردن وطنا وانسانا الاهتمام بهذا الإرث التاريخي .

وهذه تعتبر مسؤولية وأمانة لكل من يعمل في مثل هذه المنشآت التاريخية الإلمام بجميع القصص التاريخية لها لتقديرها وابقاءها كما هي لتتوارث الأجيال رؤيتها وتداول تاريخها على مدى الحياة ، وأن لا يكون العمل في إدارة سكة حديد الحجاز الاردني يقتصر على الجلوس في مكاتب فارهة وإدارتها عبر الهاتف فقط، بل يجب أن تكون أعينهم عين ثاقبة لكل أمر من أمور إدارته وان يحاسب كل من يقصر في عمله .

وكفانا أكبر مثالا لحسن الإدارة والمتابعة جلالة الملك عبدالله بن الحسين أطال الله في عمره يجوب البلاد طولا وعرضا ليتفقد أحوال الوطن والمواطن