facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حدود المملكة الآمنة *د.ابراهيم عيسى العبادي


05-05-2015 04:52 PM

من الخطورة بمكان أن تترك الأمور المصيرية التي تمس مستقبل وكيان المملكة وخاصة مسألة الأمن والاستقرارالى الصدفة وانتظار ما ستؤول اليه المتغيرات والتهديدات القائمة منها والمحتملة مستقبلا ، فكل شيئ يجب أن يكون قياسه أمنيا بشكل دقيق اذا ما تعلق الأمر بمستقبلنا ، حتى لا نتفاجأ بأننا متورطون في صراعات وتهديدات مستنقبلية مباشرة .
ان النظرية الأمنية الأردنية يجب أن تبنى على مفهوم وضرورات الحدود الآمنة والتي تختلف عن الحدود الطبيعية الحالية للمملكة ، وهنا يلح منطق الفكر والعقل علينا طرح جملة من الاستيضاحات حول أبعاد مستقبل الأمن الاستراتيجي الأردني ؟ وما هي القدرة الأمنية للمملكة في صياغة حدود آمنة ذات بعد استراتيجي لمسألة الفراغ الأمني الحاصل لدى دول الجوار المنهارة أمنيا ؟ وهل المملكة من حيث البعد التاريخي ذات حدود ديناميكية تتحرك بحسب الحاجة الأمنية الى النمو والتوسع ؟ وهل أن المملكة يمكن لها أن تقوي نفسها بتوسيع رقعتها الجغرافية لكي تستطيع البقاء ؟ وهل يمكن أن ننظر الى حدود آمنة زئبقية نتجاوزها اذا ما اقتضت المصلحة الاستراتيجية ؟
حتى آخر اللحظات كان التوجه الاستراتيجي الأردني بوجود عراق مستقر وموحد ، ووجود حل سياسي في سوريا يرضي كافة المكونات السياسية السورية ، على أن تكون هذه الكيانات خالية من التنظيمات الارهابية والمتطرفة ، أما اليوم فان مصالح المملكة الاستراتيجية تكمن في الأمن والاستقرار ، وترتكز على أمرين هامين وهما : أمن المملكة المستدام ومواجهة ضعف آداء الاقتصاد الأردني ، وعليه فان القلق الأمني الذي تشعر به المملكة ازاء تفتت العراق وسوريا واحتمالية ظهور أقاليم منفصلة أو شبه مستقلة ، تدفع بأن لا يحتمل الأردن وجود أكثر من كيان الى الشرق والشمال من حدوده ، كما أن النفوذ الايراني في كل من العراق وسوريا يزيد القلق أكثر تجاه المشروع الايراني في المنطقة ومحاولات تصديره ، وهذا القلق الأمني ربما يفسر التحذيرات التي أطلقها في وقت سابق الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من تصاعد التأثير الايراني واستغلال الطائفة الشيعية العربية كأدوات سياسية لتحقيق نفوذها ، والذي من شأنه زعزعة استقرار المنطقة وتغيير موازين القوى الذي يضع المملكة في خط المواجهة في الخلافات العربية الايرانية من جهة والانشقاق الطائفي للسنة والشيعة العرب من جهة أخرى ، والتي تجعل منهما بيئة مصدرة للارهاب والتطرف .
ان حدود المملكة الآمنة يجب أن تكون "جيوأمنية" حتى نهاية المثلث السني باتجاه بغداد ، وما بعد درعا الى الجنوب الشرقي منها باتجاه العراق ، وهي بذلك تتحرك لتحقيق متطلبات وجودها واستمراريتها وتضيف الى قاعدتها الأرضية ما تراه لازما للبقاء ، فالمفهوم الأمني الأردني هدفا ووسيلة في آن واحد ومستوى أمن المملكة الخارجي يعكس مدى قدرتها في ضمان تحقيق أهداف سياستها الخارجية والقدرة على ردع مصادر التهديد واحتواء محاولات الاختراق .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :