عمون - اكد متخصصون في مكافحة التدخين ضرورة وقف الاتجار غير المشروع بمنتجاته عبر الالتزام بتطبيق اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ، والتصديق على بروتوكولها ورفع اسعار السجائر وزيادة الضرائب المفروضة عليها .

وشدد متحدثون في جلسة حوارية عقدها مكتب منظمة الصحة العالمية في عمّان اليوم الاحد، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين تحت شعار "أوقفوا الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ"، أهمية منع التدخين في الاماكن العامة ووقف تزايد ظاهرة انتشاره بين فئة الشباب.

واعتبروا ان الحد من انتشار التدخين في الأردن يتطلب المواءمة الحازمة لقوانين مكافحة التبغ الوطنية مع الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية التي صادق عليها عام 2004، والتنفيذ الكامل لتدابير السياسات الست المنبثقة عنها للمساعدة في تنفيذ تدابير ناجعة ترمي للحد من الطلب على التبغ.

ولفتوا الى نتائج الدراسات المختلفة التي تشير الى ان تعاطي التبغ هو المسبب الرئيسي لاعتلال الصحة والوفيات المبكرة والخسائر الاقتصادية والى انه مع تقدم السكان في العمر، سيؤثر التبغ بشكل متزايد على الاقتصاد والنظام الصحي في البلاد، وبدون مكافحة فعالة له، سيستمر التهديد ماثلا على التنمية الاقتصادية في الأردن.

وعرضوا السياسات الست للحد من انتشار التبغ وهي رصد تعاطي التبغ وسبل الوقاية، وحماية الناس من دخانه و تقديم المساعدة للإقلاع عن تعاطي التدخين والتحذير من مخاطره على الصحة و فرض حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته وزيادة الضرائب عليه.

وشارك في الجلسة الحوارية كمتحدثين رئيسيين ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة ماريا كريستينا بروفيلي، وزير الصحة السابق، رئيس لجنة الصحة في مجلس الأعيان ياسين الحسبان ، ومدير التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور مالك الحباشنة، ومدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري وممثل عن وزارة الصناعة والتجارة المهندس محمد الخالدي.

واعتبرت الدكتورة بروفيلي إن توقيع الأردن على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ في عام 2004، ملزم له للحد من انتشار التدخين عبر تطبيق السياسات الست وتحقيق تقدم في برامج المكافحة للحد من زيادة اقبال فئة الشباب على تعاطيه بمختلف اشكاله وخصوص من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض.

وأكدت دور الإعلام باعتباره شريك وجهة رقابية تؤثر في الراي العام بالمساعدة بتطبيق القانون والحدّ من الاتجار غير المشروع بالتبغ لاسيما ان التدخين يتسبب بوفاة ستة ملايين شخص على مستوى العالم سنوياً منهم أكثر من 600 ألف من غير المدخنين ممن يتعرضون للتدخين السلبي.

ودعت بروفيلي، الأردن للتصديق على بروتوكول منظمة الصحة العالمية بشأن القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ للحد من الاثار الصحية السلبية الناجمة عن تعاطي التبغ باشكاله المختلفة.

ويحتل الاردن وفق الدكتور الحسبان مكانة سيئة بين دول إقليم شرق المتوسط في مجال مكافحة التدخين رغم وجود التشريعات التي تعاني من ضعف التطبيق.

وقال إن 34 بالمئة من الأطباء الأردنيين مدخنون حسب الدراسات الوطنية وهذا يضعنا امام تحد كبير فنحن مقبلين على كارثة بيئية واقتصادية تهدد المجتمع".

وأشار إلى ارتفاع الكلفة العلاجية للأمراض المرتبطة بالتدخين، خاصة سرطان الرئة، مؤكدا عدم جواز ربط منع تعاطي الأرجيلة بالسياحة في المملكة باعتبارها عامل جذب لها.

من جانبه اكد مدير التوعية والإعلام الصحي الدكتور مالك الحباشنة توجه وزارة الصحة إلى تعديل قانون الصحة العامة، بحيث تشمل العقوبات المفروضة على التدخنين في الأماكن العامة، وكذلك رفع قيمة المخالفة لـ 5 آلاف دينار لأصحاب المحال بدلاً من تلك التي تتراوح بين 15 إلى 25 ديناراً.

وأوضح أن نسبة التدخين في الأردن تصل لـ 29 بالمئة بمعدل 6ر49 بالمئة للبالغين الذكور، و7ر5 بالمئة للإناث.

وقال يعد الأردن الثالث في أعلى نسبة لاستخدام التبغ بين الصغار 13 - 15 عاماً في إقليم شرق المتوسط، والخامس في استخادم السجائر لافتا إلى أن نسبتها بين الذكور 34 بالمئة، 4ر19 بالمئة للإناث ضمن هذه الفئة العمرية.

(بترا)