facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصة "فاطمة"


08-06-2015 02:20 PM

عمون - حازم عكروش - تقف سيارة "داتسون" متهالكة وتراكتور موديل قديم غير مرخص قرب خيمة الاربعينية فاطمة التي يصعب تصنيف فقرها الذي لم يشفع لها لدى احدى مؤسسات العون الاجتماعي في الحصول على معونة مالية تشد من ازرها في مواجهة متاعب تهد الجبال.

فاطمة التي تؤويها خيمة تنصبها قرب بلدة صافوط، اعتبرت شريكة في تركة والدها الذي رحل عن الدنيا قبل سنوات، ولم يترك لها ولاخواتها الاربعة سوى سيارة الداتسون المتهالكة والتراكتور الذي ليس له من اسمه نصيب.

موسميا، تلجأ فاطمة الى زراعة مساحة صغيرة بالقمح والشعير علّ ناتجها يعود عليها ببعض المؤونة التي تسد الرمق على الرغم من وحدتها في الخيمة التي تذكرها بوالدها الذي مات بالسرطان.

تزرع فاطمة، الباميا والفقوس وسواهما من المحاصيل الحقلية لتكفيها الشراء الذي لا تعرفه الا نادرا، أمّا اذا ما تسنّى لها ان تشتري كمية من الحليب فهي تسارع الى تصنيعها كمية من الجبن الذي تبيعه فيساعدها في تدبير امورها.

بالنسبة لفاطمة، تشكل المتطلبات اليومية والتدفئة همّا مقيما، وهي كما تؤكد لا يمكنها انتظار العون من اخوتها الذين يعيلون اسرا لا تدع لهم متسعا لمد يد العون للاخت التي تعيش وحيدة بعيدة عنهم.

لا تخفي فاطمة يديها المتشققتين بفعل الحصاد السنوي لمحصولها من القمح والشعير، وهي ترى ذلك ضريبة لا بد من دفعها لمواجهة الحياة.

لا تحلم فاطمة على الرغم من قسوة العيش ببيت وهي تعيش في خيمة مبطنة بالبلاستيك الذي يدفع عنها تسرب مياه الامطار، لكنه يغدو جحيما في الصيف اذ يتحول البلاستيك الى ما لا يستطاع تحمله.

بأسى، تقول فاطمة ان والدها الذي عاش على أمل العودة الى فلسطين التي هجر منها خلال النكبة الشهيرة، ظل متمسكا بمظاهر اللجوء علّ لحظة الرجوع الى مسقط الراس تحل بعد طول لجوء.

وفاطمة اليوم ما تزال لاجئة ويحلو لها وهي تكابد مرارة العيش أن تشبّه حياة الفقر بـ"تقليع الشوك" من ظاهر اليد. بترا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :