حكي يتيم
عرس اليتيم

رغم الارتفاع الجنوني للاسعار الا ان هناك الكثير من الناس من يريد ان يتزوج ويؤسس اسرة وينجب اطفال ويستدين ثمن حليبهم وفوطهم ومصروفهم اليوم ودفاتر مدرستهم واقلامهم.

ومن هؤلاء ام يتيمنا العزيز فبعد أن اعد وحيدها من الذكور نفسه مساء للخروج لسهرة يقضيها مع أصحابه طلبت منه أمه قليلا من الوقت وقالت : صرت يا ابني رجل الدار ، والمثل( يمه بقول جوز الولد بيجيه ولد، وأنت وحيد ولحمه على رغيف وصرت زلمة وعمرك 16 سنة وبدي افرح فيك قبل ما أموت).

ضحك اليتيم بعد أن نفش ريشه على إطراء أمه وقرر أن يوافق على الزواج فهي فرصة ذهبية وخرج من البيت تاركا لامه أمر اختيار الفتاة التي ستصبح زوجته.
وتم الأمر وانتشر الخبر في الحارة القبلية اليتيم خطب بنت خاله والعرس بعد شهر، لم تعد تسعه الدنيا يسير خلف عربته فاردا جناحيه كأنه يقود مركبة فضائية تصعد للمريخ، يحدث نفسه بالعرس والتعاليل والطخ وصوت لعلعة الرصاص والصبايا يغنين على اليتيم ( اليتيم خطب وتجوز وانا لويش قعودي) والشباب اصطفوا بالدبكة (مبارك عرسك يا عريس بها الساعة الرحمانية) (سيكون عرس ما صارش مثله بالحارة القبلية، تسير السيارات فارده تزمر والتريلات في مقدمة الفاردة وأكون مع عروسي في أفخم سيارة بالحارة سيارة أبو العبد المية وتسعين .

تنهد اليتيم عندما وصل بخياله إلى ليلة الدخلة تلك الليلة التي يحلم بها منذ أن تزوج صديقه العتال بالحسبة والذي حكى له عن فضائل ليلة الدخلة وقطع راس البس من أول ليله وما زال يحدث نفسه عن تلك الليلة حتى رن الخلوي وظن اليتيم أنها خطيبته وإذا بها أمه تخبره أنها تحكي من تلفون الجيران وان خاله تراجع بكلامه لان اليتيم (معهوش) تامين صحي لبنته وأولادها مستقبلا.