هل نستلهم من تجربة مصر وشعب الكنانة وحي العطاء والتضحية والانجاز ؟ إذ استطاعت الشقيقة الاكبر خلال عام شق قناة سويس جديدة ، من مدخرات واموال المصريين ، حيث تم جمع مبلغ (8) مليارات من الدولارات لتمويل المشروع... وبدأت ماكنة الانشاء والعمل بجهد مشترك بين القوات المصرية والشركات المنفذة إنجاز هذا المشروع الحيوي خلال عام واحد !!.

وبهذه المناسبة نُهنئ مصر وشعبها تحقيق هذه المعجزة الاقتصادية التي أُنجزت بأموال المصريين وخبرتهم وعرق أبنائها ، والتي تترجم التصميم والقدرة على إتمام مشروع عظيم يضاهي السدّ العالي واكثر ، ولكن دون دعم خارجي هذه المرّة وإنما إعتماداً على الذات المصرية !!.

وإذا كانت مصر تقدم بذلك نموذجاً فذاًّ في تضحيات الشعوب لأجل البناء والاعمار .... عربياً وعالمياً فإننا في الاردن الذي نحب ونقدس مطالبون ان نستوحي من المصريين هذا الدرس ... ونفكر في كيف يتنادى الاردنيون في الاغتراب أو داخل الوطن كل حسب قدرته للمساهمة في تمويل المشاريع الاستراتيجية التي يحتاجها بلدنا ، ومثل ذلك مشروع ناقل البحرين الذي ينتظر التنفيذ منذ سنين بسبب نقص التمويل .

كانت أخر التقديرات تشير الى ان كلفة المشروع بحدود مليارين ونصف المليار دولار ، وهي مرشحة للزيادةبمرور الزمن ، ورغم ان المشروع سيحل مشكلة مياه الشرب من خلال التحلية وتنمية منطقة جنوب وادي الاردن ، الى جانب ما يوفره من مياه ناتجة عن التحلية ، لتغذى البحر الميت الذي تتقلص مساحته عاماً بعد أخر .، إلا أننا لم نجد جهات مانحة عربية أو دولية تساعد في التنفيذ... والذي جعل الدولة تلجأ الى "جدولة" التنفيذ على مراحل قد يطول أمدها .

إن المساهمة الشعبية من مدخرات الافراد ومشاركة المؤسسات الوطنية من خلال شراء سندات عامة لتمويل المشروع الى جانب حملة اقليمية ودولية لإنقاذ البحر الميت بإعتباره أحد المعالم التراثية العالمية ، سوف تُمكّن من البدء بدراسة هذا المقترح ، وأن يكون بنداً على جدول مؤتمر المغتربين القادم أو حتى قبل ذلك مع ضرورة الاستفادة من تجربة الاشقاء المصريين الذين طوعوا المستحيل .... ولم ينتظروا ان يُمنّ عليهم الاخرون في تنفيذ مشروع ضخم سوف يُسهم في إنعاش اقتصاد مصر ورخاء العالم .