تذهب إلى الصيدلية تصرف مجموعة من الأدوية : «ليبيتور» على «لوبيد» على «ديكلوجيسيك» على «تراتيس» على «إبيرازول» على «اوميغا 3»..وعند الحساب يعطيك الصيدلاني خصماً على الإجمالي او يمنحك مزيل عرق «للآباط» مجانا من باب تدليلك كزبون.. وعندما تشتري «بكسة بندورة» وأخرى «بطاطا» وتتبعها ببطيخة خارج حسابات «السكّين» يقوم صاحب البكم بوضع «كمشة» كبيرة مجانية من الفلفل الأخضر فوق بكسة البندورة من باب تكريمك كمواطن باحث عن الستيرة ومن باب الحفاظ عليك كزبون دائم..

**

هل سمعتم عن «تجارة لا تبور»؟ انها شركات توزيع الكهرباء فربحها لها وحدها وخسارتها على الحكومة التي بدورها ترميها على المواطن .. وبالتالي فإن الربح فيها «one way» ومضمون أكثر من صبر المواطن الأردني!...

بالمناسبة قبل الخصخصة كانوا يكتبون على الفواتير «اخي المواطن».. وبعد الخصخصة صاروا يكتبون «عزيزي المستهلك» بلا اخي بلا بطيخ فلا عواطف والحياة مادة...المهم ما أودّ قوله..بما ان المستهلك هو زبون مواظب يدفع فواتيره بانتظام ، وبما أنه سبب الأرباح العالية و»حمّال» الخسارة في حال وقوعها. فإنه يستحق المراعاة والشكر على حسن تعامله وخلقه...

في الأسبوعين الأخيرين وصلت درجات الحرارة الى معدلات قياسية ، وبالتالي وصل استخدام المراوح والمكيفات والإنارة الى معدلات قياسية، وزادت قيمة الفواتير الضعف على أقل تقدير.. مما يعني زاد ربح شركات التوزيع الضعف في هذه الفترة .. ترى ماذا لو أعطت خصماً استثنائيا على الفاتورة الأخيرة بقيمة 10% كما تفعل الصيدليات التي تتعاطف معك على مرضك؟.. ماذا لو مارست وطنيتها وادعاءها بخدمة الوطن من خلال التخفيف على المواطن الذي هو زبونها الدائم والدائخ من قيمة الفواتير، المواطنة ممارسة وأرقام ودفع من «الجيب».. المولات، الملاحم ، محلات الملابس ، الدكاكين ، مطاعم الوجبات السريعة.. تقوم بين الفترة والأخرى بعمل عروض على بضاعتها ، ثلاث علب فطر والرابعة مجاناً،أربع شبّاحات بليرتين، وجبة شاورما والبيبسي مجاناً ... يا من اشتريتم مؤسساتنا بتراب المصاري اقتدوا بالذين يجمعون قرشهم من عرق جبينهم ويقاسمون غيرهم بخيرهم..

**

...الا يستحق المواطن الملتزم خصماً مجزياً يبرّد فيه «ضغطه العالي»..ساعدوه على الحلال قبل أن يشبك «سلكين ع الخط»!!..

لا تغطيني يا كرمة العلي.. مولعة معي خلقة..

الرأي