مر قانون المطبوعات والنشر بكل ما فيه من سلبيات تقتل الجسم الصحفي وطبعا من بين ايدي من توقعنا نحن الصحفيون وقوفهم الى جانبا والى جانب الحريات العامة التي تجسد مجتمعا مدنيا كلنا نطالب فيه وعلي رأسنا جلالة الملك الذي اوضح في عدة خطابات ان الحرية يضعها نصب عينيه ويريد لها مساحات واسعة من الوطن.
هذا الامر لم يلتقطه النواب وتصرفوا عكس الرغبة الملكية والشعبية باطلاق الحريات ومنع حبس رواد الحرية والذي لا يمس الصحفيين فقط كما يعتقد البعض بل يمس كل من يقول رأيه او يكتبه.
ما اظهره مجلس النواب من موقف سلبي لم نعهده من قبل ادركة مجلس الاعيان والذين تشربوا الفكر الملكي عن قرب من خلال عملهم في الوزارات ويبدو ان الاعيان قد شعروا بصيحات الصحفيين والتقطوا الاشارات الملكية بان الحرية سقفها السماء ولا يجوز حبس من كتب رأيا بجرأة.
ما احسن به الاعيان ان قاموا بتقييم موضعي وشعبي بعيدا عن الاحقاد والضغائن وقاسوا مصلحة الوطن قبل اي شيء اخر فلا يمكن ان تكون الاردن بلدا ديمقراطيا نزيها ومقصد لجميع من يطلب فيه الامان والاستثمار وفي نفس الوقت يحبس من يكتب رأيه.
هذا الامر لا يمكن ان يتقبله العقل السليم في ظل وجود اليات اتصالات هائلة ومتطورة فلم يعد هناك شيء مخفي وسري وقد اصبح العالم بأكمله مكشوفا للجميع.
ما يجب ان يرسخ في العقل والضمير ان مصلحة الاردن تقتضي ان يكون بها برلمانا عصريا فاعلا يستطيع ان يقيم ويشرع ويراقب بطريقة عصرية تعتمد العلمية والقياسية والخبرة بعيدا عن العصر والهضم والاجترار ما نريده في الاردن ان يكون لنا ممثلين يدافعون بحق عن المواطن ويكونوا ذو قرار فاعل قادر على القيادة والمراوغة وتحقيق الاهداف.
لقد ولى زمن الاختام والمخاتير والبصم والتوقيع على بياض ولفلفت الامور والتوقيع «بنعم» في كل شيء وحول اي شيء لم يعد المواطن الاردني ذلك المغفل الذي يمكن جرجرته الى مستنقع بسهولة والضحك عليه وايهامه ان السماء تمطر ذهبا.
زمن الضحك على الذقون ودهن الجسم بالزيت ليصبح لامعا اصبح مكشوفا ولم يعد ينطلي على الاردنيين الذين كشفت لهم الايام ان لمعان الاسنان لا يعني الضحك وان الاسد لديه جلدا ناعما ولكن تحتها مخالب قاتلة.
مطلوب من اصحاب القرار ان يعرفوا ان الاردنيين شعبا مثقفا واعيا قادر على فرز الخيرة ويعرف ما تحت الثلج.
وسوف تبين الايام ان الاردنيين جميعا قادرين علي الفرز الصحيح وايصال من يستحق ولن تعود الايام الى سابق عهدها، واعتقد جازما ان الانتخابات القادمة سواء كانت النيابية منها او البرلمانية سوف تصحح الطريق الديمقراطي الذي ينشده المواطن ويدعوا له وسوف تحقق حلم جلالة الملك باردن نظيف ديمقراطي حر نزيهه وعصري.

ajrashe@yahoo.com