facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أحذية .. وأحذية


عاطف الفراية
22-03-2007 02:00 AM

‏ لا أدري ما الذي يدفع مخرجا من مثل (محمد علوة) إلى الاكتفاء ‏بالعمل في تلفزيون الشارقة، أتذكر أنه في الثمانينيات أخرج فلما عن ‏اسمه (الحذاء)، حصل فيه على أكثر من جائزة في مهرجانات في ‏أوروبا.. ‏
‏ وحول أهمية الحذاء أتذكر في الحديث الشريف أن رجلا دخل الجنة ‏لأنه نزل إلى قاع بئر وملأ( خفه) ماء ليسقي كلبا .. ‏ كما أتذكر مرحلة معينة كنا فيها نجمع الأحذية البلاستيكية المستهلكة ‏من (المزابل) ونضيف إليها (سبّاط) المرحومة الممزق ونبيعها ‏للدكاكين ببعض (النقرشة) أو (الفقوس) وكنا نعتقد أن ( الدكنجية ) ‏مجانين لأنهم يشترونها.. طبعا لم نكن في تلك الأيام نعرف شيئا عن ‏إعادة التصنيع وما شابه ذلك..‏
‏ في المدرسة الابتدائية كنا نحسد زميلنا مرزوق لأنه يملك كافة ‏الأشكال (سباط وبوط وكندرة وتشزمة وشبشب وصندل وبصطار ‏وشاحوطة) ‏
‏ في المرحلة الثانوية كنت أركز على (البوط الصيني) بلا أصابع الذي ‏يرتديه لاعبو (الكونغ فو) في الأفلام‏
‏ ثم أصبحت لا أدري لماذا كلما رأيت حذاء (مقعور القاع) أي مهترئ ‏النعل، أخاف منه ومن صاحبه، لأنني أتذكر قول الله تعالى (همّاز مشّاء ‏بنميم ... سورة القلم الآية 11) وأدخل في دوامة (خرفنة تأويلية) ‏للربط بين عدد المشاوير التي مشاها صاحب الحذاء المهترئ وكم ‏مشوارا قطع للخير.. وكم للشر.. وكم للجاهات والعطوات.. وكم للتسكع ‏حول (مدرسة بنات... مثلا) وهل كان لا يملك ثمن المواصلات أم أنه ‏يحب المشي.. وإن كان يحب المشي فلماذا لا يصرف على هوايته تلك؟ ‏أم أنه قام بمراجعة (بعض ) الدوائر لإجراء (بعض) المعاملات.... ‏مثلا..‏
‏ هذا الإحساس بوقع الآية الكريمة جعلني دائما أبدل أحذيتي قبل أن ‏تهتريء..وأحرص على أن تكون من أرخص الأحذية ثمنا حتى يسهل ‏شراء غيرها وهي ما زالت شبه جديدة..‏
‏ أما غازي الذيبة فقد كان يفعل العكس، يذهب مرة كل سبعة أشهر ‏إلى صبّاغ في شارع بسمان ليعيد له تكوين الحذاء موهما إيانا أنه ‏اشترى حذاء جديدا، وقد يكون هذا مفسرا لإصراري على بيع ‏‏(المعمول) من حالة وقوف على الرصيف، وإصرار غازي الذيبة على ‏بيع (القراقيش) في حالة تجوال دائم.‏
‏ وبخصوص خميس بن جمعة فإنه كان يقضي العام ب (مصبعانية) إلا ‏أيام (الهلل والبلل) فإنه يرتدي (تشزمة) ساق طويل.‏
‏ الحاج بن خليفة في قريتنا كان يأتي ب (دلو الكاوتشوك) المخصص ‏لنشل الماء من البئر ويقصقصه ويفصل منه (مصبعانية) لأن نمرة رجل ‏الحاج بن خليفة ليست واردة في قاموس المصانع، ويبدو أنها تتعدى ‏الخمس وخمسين.‏
‏ ومن أكثر أيامي سعادة.. عندما سمحوا لنا في الإسعاف الفوري ‏بالتخلي عن (البصطار) وارتداء (كندرة شرط أن تكون بربّاط) .. ربما.. ‏كي لا يؤثر منظر (البصطار ) على المصاب نفسيا..‏
‏ أما في إطفائية البوتاس فصرفوا لنا بصطارا له مقدمة معدنية لغايات ‏السلامة الصناعية، كان متعبا جدا..‏
‏ ومن أكثر المرات التي ضحكت فيها هنا في الإمارات، عندما شاهدت ‏مسلسلا رمضانيا على الفضائية الأردنية تقول فيه الفنانة أمل الدباس: ‏‏( حظ.. صرماية) عندما تنعي حظها.. وكانت تركز على مخارج أحرف ‏كلمة (صرماية) بطريقة مثيرة للضحك .. ومع ذلك تجعلني أغار على ‏‏(الصرماية ) من هذا (التهزيء) لإحساسي العميق أن الكثير من الناس ‏يشتمون الحذاء بقسوة حين يشتمون بعضهم بالقول: أنت (البعيد) ‏‏(كندرة).. وهي من الشتائم غير القاسية في المجتمع الأردني خصوصا ‏في مجمّعات الباصات.. ‏
‏ وسادت في الأردن (أيام بطالة الخريجين من تخصص معين) في ‏النصف الثاني من الثمانينيات عبارة قبيحة جدا تقول:: ارمي صرمايتك ‏على أي مقهى بتصيب راس مئة خريج..‏
‏ ويشكل الحذاء بمختلف أشكاله وأسمائه تشكيلات لغوية كثيرة جدا ‏في المخاطبة بين البشر في الأردن مزاحا وجدا وشجارا...الخ
‏ وفي وصف شخص رديء يقول الأرادنة: فلان ما بنشلح من الرجل.. ‏وفي وصف المرأة المتبرجة يقولون: داهنة وجهها كيوي.. والكيوي ‏طائر استرالي لا شأن له بالموضوع إلا أن الذي رسم صورته على ‏علبة دهن الأحذية (أخذ خطيته)‏
‏ وكان بعض الفنانين الأصدقاء إذا خرج من عرض مسرحي رديء ‏يقول: بنستاهل الضرب بالكندرة على راسنا
‏ صديقنا القاص محمد أبو رحمة كان من عادته إذا استيقظ باكرا لسبب ‏ما.. يعبر عن نكده بالقول:: (اليوم صبّحت متكندر)‏
‏ زميل مصري في شركة أخشاب أردنية وزوج أخته معنا في نفس ‏الشركة.. حين كنت أقول له: جوز أختك فعل كذا .. يرد: دا مش جوز ‏أختي دا جوز جزمة دا.. (إشارة إلى البعد القومي في التداول ‏اللغوي الحذائي)‏
‏ ‏
‏ الجمعة الماضية حين خرجنا أنا وأحمد فخري آل خطاب من المسجد ‏في عجمان كنت سارحا بمصطلح ابتكرته حديثا وهو (بصمة الحذاء) ‏لأن الأحذية أو النعال في الخليج تتشابه كثيرا .. ومع ذلك!!! نخرج ‏من المسجد ونحن أكثر من ألف شخص ولا أحد منا يغلط في حذائه ‏وكأنه (بصمة) .. موضوع ملفت فعلا .. مع أن البعض (بخربط في ‏عياله)‏
‏ ‏
‏ هذه التداعيات وغيرها خطرت لي الآن الثامنة صباحا بتوقيت ‏الإمارات وأنا أراقب خميس بن جمعة يطالع الصحف الأردنية على ‏الإنترنت ويقف باهتمام مبالغ فيه عند تقرير ظهر في الأردن يقول ‏‏(التقرير) إن الطبقة الفقيرة هي الأكثر تضررا من زيادة الجمارك على ‏الأحذية..‏
وأشارت الدراسة إلى أن معدل استهلاك أفراد الأسر الغنية من الأحذية ‏يتراوح بين 30 إلى 40 زوجا من الأحذية سنويا، بيد أن أهم ما يميز ‏استهلاك هذه الأسر من الأحذية هو تركيزها على الشراء من((خارج ‏أسواق المملكة))، ما يعني أنها لن تتأثر بالتداعيات السلبية للقرار،،، ‏تصوروا... (حتى هاذي نفذوا منها))‏
رغم أن الأردن (حسب الدراسة) يستورد بخمسة وعشرين مليون دينار ‏سنويا أحذية، غير التي يصنعها

Amann272@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :