facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عشرة بالمائة لحفظ ماء الوجه !!


خيري منصور
08-11-2015 02:06 AM

رسخت النظم الشمولية ما سقط منها وما هو مدرج على قائمة السقوط تقاليد اعلامية عبرت عدواها الحدود وتتلخص في عبارة واحدة، غالبا من تنسب الى غوبلز وهي الكذب ثم الكذب حتى التصديق، وكان ونستون تشرشل قد قال ذات يوم ان الحقيقة تحتاج الى جملة من الاكاذيب لحراستها والدفاع عنها.

فهل يمكن بالفعل للحقائق ان تصمد امام جيوش من الاكاذيب ؟ ام ان المقصود بذلك هو خلط الحابل بالنابل ؟ وبالتالي التلاعب بالرأي العام عبر تضليل مبرمج وتجهيل استراتيجي ؟

والمثل القائل ان الزمار يموت واصابعه على المزمار يصدق ايضا على إعلام فقد صدقيته وتساقطت اقنعته تباعا لكنه يواصل بقوة العادة فقط أدبياته البائسة، وان المرء ليستغرب كيف لم تفطن النظم الشمولية والمستبدة الى ان تمنح طبولها وابواقها عشرة بالمائة فقط من الاختلاف معها بحيث تكون هذه النسبة المتدنية بمثابة ذر رماد في العيون او ما يسميه مفكر فرنسي تشحيم او تزييت المفاصل الصدئة لخطاب فَقَدَ صلاحيته.

العشرة بالمائة فقط من مساحة الحرية والاختلاف قد تكون اجرائية او بمعنى ادق تكتيكية لاستدراج القارىء او المشاهد بحيث لا يشعر ان الاستخفاف بوعيه بلغ حد الاستهتار والاحتقار.

وقد تبدو هذه النصيحة ضربا من الخيال، لأن النظم الشمولية والمستبدة تسخر ممن يقدمون لها اي نقد او نصائح، لأنها مصابة بوهم الاحتكار والاحتقار معا . احتكار الثروة والحقائق والمعصومية واحتقار من تتصور انهم خلقوا لهدف واحد فقط هو ترديد الصدى كالببغاوات، والحرية الوحيدة المتاحة لهم هي المفاضلة بين اختيار دور الزمّار او الطبال .

وقد تسللت هذه العدوى الى المعارضات السياسية ايضا والى احزاب لا علاقة لها بما يسمى النقد الذاتي ، فهي ترفع شعار الفرقة الناجية الوحيدة والويل كل الويل لمن يعطس رغما عنه اثناء القائها بياناتها او خطبها العصماء!
ان استخدام اساليب وأدوات أفقدها التطور التاريخي صلاحيتها وقدرتها على التأقلم مع المتغيرات الكوبرنيكية في هذا العصر هو بمثابة رقص في العتمة او على السلالم كما يُقال!

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :