لاول مرة في التاريخ، تنال احدى المقررات اجماعا عالميا ، بدون اي معارضة ، فقد صوتت 195 دولة في مؤتمر باريس للمناخ 2015، لاقرار اتفاق تاريخي لإنقاذ الأرض ومكافحة الاحتباس الحراري.
الملفت للنظر ان الدبلوماسيين الذين اعلنوا الامر ، بدى عليهم ، التأثر والانفعال ، وعادوا قليلا الى "بشريتهم وانسانيتهم " ، مبدين اهتماما حقيقيا بقضايا الانسان والانسانية والمستقبل الذي ستدخل اليه الاجيال المقبلة . فرقصوا ابتهاجا وصفقوا طويلا وتعانقوا فخرا بهذا الانجاز الذي سيبدأ حيّز التنفيذ في 2020، وكما فهمته فهو سيحاول ، عن طريق استخدام الطاقة البديلة ، وتقليل الوقود الاحفوري ، للحفاظ على حرارة الارض دون درجة 2 مئوية . .
البابا فرنسيس، وهو أول بابا يكتب رسالة طويلة حول البيئة بعنوان : كن مسبّحا يا رب ، حول العناية ببيتنا المشترك (صدرت في حزيران 2015) ، سارع وهنأ العالم بذلك ، وقال انه اتفاق "تاريخي" ولكن عبّر ، كعادته، عن خوفه من قلة الالتزام ، مع الأمل بأن "يتم إيلاء اهتمام خاص بالشعوب الأكثر ضعفًا".
أما الملك عبدالله الثاني ، فقال في كلمته في مؤتمر باريس المناخي في 30\11 الماضي، بأنّ "كوكبنا بأسره مهدد بسبب التغير المناخي. وتبقى الاستجابة الفردية للأزمات ناقصة، ولا تلبي التحديات التي نشهدها. وعليه، يجب علينا العمل بشكل جماعي، وضمن رؤية وبمسؤولية وعزيمة".
وبعد... فقد ضرب وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ، طاولة الامم المتحدة بمطرقة خضراء، مبشرا العالم بانّه أصبح اليوم موحدا ، أكثر من ذي قبل ...
والمطرقة الخضراء ، هي رمز الارض الخضراء التي يعمل العالم المهتم بالبيئة على الحفاظ عليها . مبروك للاسرة البشرية هذا الاتفاق غير المسبوق ... مبروك هذه ال"ضربة" بمطرقة خضراء...
ويبقى القول ، بانّ الاسرة الدولية ، بحاجة الى "مطرقة خضراء" ثانية ، وهي مطرقة السلام ...
فمتى سنصحو على وقع المطرقة الخضراء لتقول للعالم ، بان العالم متحد من أجل السلام ...
وبان العالم قد وجد حلا للقضية الفلسطينية ، واليمنية والسورية والعراقية والليبية وال وال وال ... وبان الارهاب سوف قد انتهى ... وبان كرامة الانسان مصانة ومكرّمة ... وبانّ...

العالم الذي رقص على وقع مطرقة البيئة والمناخ ... اتراه سيرقص قريبا على وقع مطرقة السلام ...
لم لا ... انّ اللون الاخضر يوم أمس قد بشّر بذلك...