دخل من بوابة الدار يتأبط لوحاً خشبياً مصقولاً باللون الأسود.. ارتاح على الدرجة الأولى وأسند حافة اللوح على ركبته برهة ثم تابع الصعود إلى أن وصل إلى غرفة الضيوف، هناك وضع اللوح بين كنبتين وبدأ ينادي بصوت يقطعه اللهاث.. يا يحيى، يا عايش، شايش ولك... يا عياش، عيشة.. هي «ولتش يا عيشة»..هرع الأولاد جميعاً إلى غرفة الجلوس وصوت الوالد المتقطع يشبه صفارات الإنذار زمن الجليد...أشار لهم بالجلوس ثم لف ثوبه الرمادي على خصره وبدأ يسألهم.. يحيى.. قديش دورك ع ديوان الخدمة؟.. يحيى بإحباط: 242..عايش؟..323..شايش؟ 635..عياش؟ 407..عيشة؟..بعدهم ما اعطونيش رقم يابا...

هزّ أبو يحيى رأسه ثم أخرج طبشورة من جيبه وقال اسمعوا ولكو وبدأ يكتب ويترجم:
ليكو = هاظهوه.
شحّو= قدامك.
زكاتك= بعد اذنك.
من على بكرة= بكير
أجدب= هبيلة،خويثة
سئيفه، عِليّه = سِدّة
تشكل آسي = يعدمني شدوقك.
تؤبرني = يسعدك.
شئيت عليه = زرته.
هلك نعمتها = خرّبها.
ميكرو= باص.
تشبرء = تمصرف بالمصاري.
ينعطى لطشة = بده زفت بصباحه
ينمحىء = يوكل هوا
اتدولق وتزهرم= اكل تسمم وانت ساكت.
حشت نشت= لا محضر ولا منظر
اتدحوش= محاولة للتقرب.

يابا انسوا لي: هاظا، هظيك، هظلاك، هظوظا، أني، عظام الرقبة ، بتلقمط ،بتبرقط، أبو نياع، خوشقة، مفاحجة... في هسع آلاف الوظائف لإخواننا السوريين، وانتو من «حرب الردّة» قاعدين بوجهي بتستنوا دوركم على ديوان الخدمة...ادحشوا حالكو معهم واحكوا زيهم...واللي بسألكم عن وثائق احكوا له... ما معنا، دخلنا «تهريب»... يا رب على وجه «مؤتمر لندن» واللي شاركوا بمؤتمر لندن تفرجها على اولادنا وتيسر طريقهم زي ما يسرت طريق الاشقاء في الفقر والهم والغم واللجوء وتجعل لهم بكل خطوة «تنمية وتشغيل» يا رب...

- ام يحيى: آمين يا حأ...

الرأي