دثريني بكلتا عينيكِ واطعميني رغيف عطفكِ واسقيني من الوجود ماؤكِ ، وألهميني على القولِ فيكِ .. ما زلنا نمضي في الخطوة لدربٍ يدلنا عليكِ ، تلملمُ فينا ما تبعثر، وتكملُ في ذاتنا ما يصغر وكلنا حاجةٌ إليك ..

حدثيني عن الكرامة امي،
حين ينزف البطل ويكون الشهيدُ فخرٌ وحين يكون الدمُ عطِشاً للأرض..
علميني المجد بأرضي وكيف يكون الحب لوطني وجددِي بيّ عهد يومٍ فيه الكرامة أسمى والتضحية اكبر وبلوغ النصر أعظم .

اخبريني عن فجرٍ جديد ويومٌ صدحت فيه كرامتنا وكبُر اطفالنا ودافعت رِجالنا ..
علميني أن الإنتماء لون الصدق أبيض النوايا وكيف ارفع هامتي كلما حان نداء الكرامة ..وأفيضي من قلبكِ فكل شيء يدفعني لأمضي وأهتفُ بالحق وألبي صوت الضمير وأقصُ على الجيل الجديد قضيتي وكيف أتمسكُ بهويتي
علميني القوة لأقاوم هزيمتي وأنهضُ من جديدٍ لأثأر من كل ما يدنس ارض عزتي وأرفع راية وطني عاليةً وأنقش العهد على جبيني..

أعيديني لطفولةٍ كنتُ ألقي فيها الاه على راحتيكِ و تمسحين الوجع بكفيكِ ولدعاء قلبكِ بفيضِ الطُهر .. آيا عطراً يجددُ ذاكرتي ويلهمُ خطوتي و يختمُ يومي ..
زمليني بدفء حنانكِ واحكي لي عن قصة النقاء يوم أجثو على ركبة الوفاء أقبل يديكِ وألمس الجنة تحت قدميكِ ..

وأسأليني عن أسمي حين تهمسين بأذني .. ونكبر ويكبر اللجوء اليكِ ولا يحلو العتاب الا لديكِ .. كل عام وأنتِ أمانُ طفلٍ وسريرة نفسِ وطمأنينة خوف ..
كل عام لكل أمٍ بيننا ولكل أمٍ رحلت ما زالت هنا في الأعماق تذكرنا وما زالت تعلمنا .
لكل أمٍ ، لكِ السلام حيث أنتِ
كل عام والخير أنتِ .