عمون - محمد الخوالدة - اشرعت معامل تصنيع اللبن الجميد ومااكثرها في محافظة الكرك المنطقة الاشهر اردنيا في تصنيع هذا المنتج ابوابها مع بدء موسم "الخضيض والحليب" الذي انطلق مع بداية تباشير فصل الربيع الذي حل بمراعية واعشابه اليانعة مبكرا في هذا العام في ضؤ الموسم المطري الجيد الذي شهدته المحافظة في فصل الشتاء الحالي .

الملاحظ ان صناعة اللبن الجميد شاعت في مختلف مناطق محافظة الكرك بشكل لافت في السنوات الاخيرة بحيث لم تعد هذه الصناعة مقتصرة على مربي الماشية ، بل اضحت مصدر رزق موسمي مجد للكثير من الاسر الكركية التي تشتري الحليب من مربي الماشية مباشرة لتقوم بتصنيعه منزليا لانتاج اللبن الجميد والسمن البلدي والاتجار بهما ، وما يشار اليه ان ماتحققه الاسر المنتجة للبن الجميد والسمن البلدي من ربح مالي مجز شجع اسرا اخرى يتزايد عددها من عام لاخر وخاصة في بلدات وارياف المحافظة للعمل في هذا المجال .

لم تعد صناعة اللبن الجميد الذي هو المنتج الابرز لحليب الاغنام تتم كما كان الحال سابقا بطريقة يدوية بل باستخدام التقنية في كافة مراحل التصنيع ،ثم اذا كانت بعض الاسر غير قادرة بداية على تامين مايتطلبه الانتاج من تجهيزات ومعدات فثمة جهات مقرضة كثيرة يمكن ان تقدم الدعم المالي لهذه الاسر لشراء ماتحتاجه من التجهيزات والمعدات اياها ، فيما هناك جهات داعمة اخرى تقدم منحا مالية غير مستردة لشراء التجهيزات والمعدات المطلوبة .

ينقسم اللبن الجميد المنتج الى نوعين هما اللبن الجميد العادي اضافة الى اللبن الجميد الذي يسمى ب "المحلب" والذي تضاف اليه بعض انواع البهارات التي تكسبه نكهة ولونا خاصا يضرب الى الصفرة ، وتعطي هذه الميزة قيمة اضافية للبن الجميد من حيث الفارق السعري القائم بين اللبن الجميد العادي والجميد المحلب .

لايباع الجميد الكركي بذات السعر ففارق الجودة يؤثر في تحديد سعر المنتج ، وهنا يلاحظ ان مناطق معينة في المحافظة اكثر شهرة من سواها في تصنيع اللبن الجميد لذلك فان اللبن المنتج في هذه المناطق يباع بسعر اعلى ، وبشكل عام يظل سعر اللبن الجميد مرتبطا بجودة الموسم الربيعي ، فالربيع المنبت للاعشاب الرعوية بشكل مجز يعني التوفير في كلفة الانتاج ، فهنا لايحتاج مربو الماشية الى شراء الاعلاف المصنعة لاطول فترة ممكنة من الموسم وهذا يحقق وفرا ماليا بخلاف مواسم الربيع المقلة التي تعني كلفا اضافية لمدخلات الانتاج .