facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكرى حابس المجالي : عندما يغيب الفرسان


د. محمد عبدالكريم الزيود
20-04-2016 01:01 PM

نقفُ اليوم في ذكرى وفاةِ المشير حابس المجالي ، القائد الذي عانقَ البارودَ عندما ناداهُ الرّصاص ولمْ يخذل مروءته الأردنية ولا عروبيته الصافية.. ويذكرهُ الأردنيون ذاتَ صباحٍ في بابِ الواد، وهو يقود الكتيبة الرابعة وهي " الرابحة " ويقاتلُ ويسجّلُ بطولةً وإنتصاراً في دفترِ العسكريّة الأردنية على ترابِ فلسطين بالدّم والبارود ... حابس الذي كان ينادي على جنودهِ ويحثّهم على الجهادِ والشهادةِ ويرفض أوامرَ جلوب باشا بأن يوقفَ قتالَ اليهود لوجود هدنة عسكرية فيقول لجنوده في اللطرون:

"ما اريد انا هدنة يا جلوب خلِّ البواريد رجّادة بيوم قيظ بحرّ الشوب والنار بالجو وقّادة".

يذكره الأردنيون اليوم وهو الفارس الذي لّوحته شمس الجنوب ألقاً وحبّاً للترابِ الأردني ، ولم تزدهُ الرتب ولا الأوسمة شجاعة ، فقد كان سيفاً عربياً وهو يعبر دروب الجنوب نحو " المقر" ، تحفّهُ زغاريد الكركيات وتراويد الأردنيات في سهول حوران وبيادر العالوك :" ع العود اليابس ع العود اليابس الله ينصر جيشك يا حابس " ...

وظلّ نبضهُ أردنياً محافظاً على قامتهِ العالية وشماغه المهدّب، صورة زاهيّة للأردني المُهاب المنذور لأمته، ورافضاً مصافحة أسيره السابق شارون.. فالقادة لا يتغيّرون ولا يتبدلون، وإن ْتغيرتْ الدنيا وتبدّلتْ الرّيح وتلّونت وجوه الرجال.

نكتبُ عن حابسٍ ومن القلبِ الذي ما كانتْ بوصلته إلا الوطن، ونحن نعبرُ هذا الزمان الصّعب ونذهبُ إلى الصورِ الناصعة من تاريخنا الأردني ، وقد مرّوا عليه حابس ورفيقه وصفي التل ، عندما تحالفَ البعض على البلد، وظنّوا أنهم قادرين على ليّ ذراعهِ فعاهدوا الوطن " على المصحف والدم " * .. وكان لحابس ولوصفي موقف لن ينساه الأردنيين عندما تقاعسَ الآخرين واختبؤا وانحسرتْ الرجال وعبروا به نحوَ الأُلى والأمان .

الرجال لا تولد من رحمِ الأمّهات ولكن هي المواقف من تصنعهم، وعندما بكاه الأردنيين فقد بكوا رجل بحجم الوطن .. لا ألوم حبيب الزيودي شاعر الأردن "عندما سمعَ بنعي حابس عبر الإذاعة ركن سيارته على جانب الطريق وبكاه حتى بللّ الدمع وجه وأنشد مرثاته" ** :

"إلك كانتْ يا عذب الطول طلّات علامك غبت ْ والدنيا تشارين... والك كانتْ يا ابو الشومات شومات عليها زغردتْ مريوشة العين .. وإلك كانتْ على الفرسان صيحاتْ ترجّ بعصفها أركان الميادين".

وسنظل نقرأ شعرك على " رديين الحيل " ونقول أن " كراسي الوطن ورجالها ورماح القنا " قد غابوا.

فرحم الله حابس المجالي ورحم الله الرجال الكبار والشهداء الذين ما بخلوا على الوطن بدمهم حتى ولو غابوا تحت التراب فالأحياء من هم أحياء الذكر .. والسلام على صاحب الذكرى وعلى الوطن الأغلى الذي لن يغيب .
*من مقال حبيب الزيودي ( المبادرة الملكية وصفي وحابس ) المنشور في عمون ٣١-١٢-٢٠١١
**من مقال عبدالله أبو رمان ( ابو رمان يرثي الزيودي ) المنشور في عمون ٢٧-١١-٢٠١٢





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :