عمون - تشكل حمامات ماعين بما ترسمه شلالاتها المعدنية المنتشرة على واجهة جبالها لوحة فسيفسائية طبيعية، وهي تنساب متدفقة من ارتفاع يزيد على عشرين مترا من جبل صخري، تعزف ترانيم الطبيعة الساحرة.

وتعتبر هذه الحمامات التي تبعد عن العاصمة حوالي 58 كيلو مترا منطقة جاذبة لكل الحالمين والباحثين عن الهدوء والجمال والصحة. وبحسب امين عام وزارة السياحة والاثار عيسى قموه فإن حوالي 43 ألف سائح زاروا حمامات ماعين والبحر الميت منذ بداية العام، ما يؤكد تنامي الحركة السياحية وتطورها في المنطقة.


واوضح مدير سياحة مأدبا وائل جعنيني ان كلمة مادبا (ميدبا) آرامية الأصل، وتعني المياه الهادئة أو أرض المياه والفاكهة أو المكان الطيب، ولم يطرأ أي تعديل على اسمها منذ أن ذكرت لأول مرة في نقش الملك المؤابي ميشع الذي يعود لحوالي 850 قبل الميلاد.

ولفت الى توافر المرافق السياحية اللازمة لخدمة السياح من فنادق ومطاعم ومتاجر والحرف اليدوية والمكاتب السياحية حتى اضحت مقصداً سياحياً هاماً للمجموعات السياحية وخصوصاً من الدول الاوروبية خصوصا بعد الزيارة التاريخية لقداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000 واعتماده خمسة مواقع حج مسيحي في المملكة من ضمنها ثلاثة مواقع على مسار مادبا السياحي كموقع مكاور وجبل نيبو المكان الذي يعتقد بان النبي موسى عليه السلام دفن فيه والمغطس المكان الذي عمد فيه السيد المسيح على يد النبي يوحنا المعمدان (النبي يحيى عليه السلام).

وبحسب استاذ العلوم الرياضية والصحية في الجامعة الهاشمية الدكتور عبدالباسط الشرمان فإن المياه المعدنية، خاصة مياه ماعين تتميز باحتوائها على عناصر مهمة كالصوديوم والكالسيوم والكلوريد وغاز الرادون وكبريتيد الهيدروجين وغاز ثاني اكسيد الكربون.

وبين ان هذه المياه بما تحتويه من عناصر واملاح كيمائية تفيد في بعض الامراض المزمنة مثل الأمراض الجلدية والدورة الدموية وآلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات والروماتيزم وتشنج العضلات والأوعية الدموية والدوالي والصدفية، وتخلص الجسم من الارهاق العصبي والنفسي وإفرازات الغدد الصماء والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة.

واشار الى وجود مرافق صحية لها آثار ايجابية صحية مثل البخار والساونا والجاكوزي والسرير المائي والدش بالرشق خاصة عندما تكون درجة الحرارة 50 مئوية، ناصحا السائحين المصابين بارتفاع الضغط الى عدم دخول المياه الساخنة. (حسن محاسنه وعطية النجادا / بترا)