ننتظر بفارغ الصبر أذان المغرب ونحن نشكو من العطش والجوع لا نقوى على الحركة واذا كنت بطريق تجدك تسرع الخطى للوصول قبل الأذان ... هذه مضامين اتبعناها وما زلنا لا يعيقنا عنها شيء . وانت بالطريق تستوقفك كوكبة من الشباب يتحركون بسلاسة والابتسامة تعلو وجوههم يتسابقون ليس للوصول للائحة الطعام قبل الأذان بل للصائم السائر بالطريق يريدون الأجر من الله .

فترى الماء واللبن والتمر والعصير يقدم لك فرحين بما يعملون ... هؤلاء شباب منهم المتعلمين وأصحاب درجات عليا ومنهم غير المتعلمين جميعهم يعملون بروح الفريق الواحد لا يضيقهم تاخرهم عن الإفطار فرحين بما يقدمون في هذا الشهر العظيم ... وهذه البلد الرائعة بأهلها ما أن يبدأ رمضان وتطلق هذه المبادرة وغيرها من المبادرات كاطعام صائماً إلا وترى الجميع يسعى للتبرع بما يستطيع فتشعر للحظة انك ببلد كل أهلها أغنياء فهذا الخير الذي نراه بالشهر الفضيل ما هو إلا أكبر دليل على ذلك ... لم تمر من هناك إلا وتجد الخيرة من الشباب المتطوعة لتقديم ما يسكن الضمأ ... هذه الاجتهادات الشبابية الرائعه ما هم إلا شجرة زرعها الآباء لتعطينا أجمل الثمار ..

مبادرة سقيا صائم ببصيرا عمرها ثلاث سنوات قام بها شباب لا يكلون ولا يملون لفعل الخير وأبناء بصيرا يتسابقون لعمل الخير مهما كان وليس فقط نقف هاهنا بل هناك سبيل إفطار صائم ... منهم متبرعون لطهي الطعام ومتبرعون للتغليف انهم يراعون امور السلامة بالنظافه ليصل الطعام وكانه من فندق بخمس نجوم ... فهم لم يأخذوا دورات ولا دروس بعمل الخير أنها فطرة بالإنسان فهناك من يحفزها وتظهر للعيان وهناك من يجعلها نائمة ... هؤلاء الشباب أنموذج للكبار والصغار لا تستغرب عندما يرى طفلك هذا والشباب غير آبهين بحر أو عطش ليقول لك طفلك ابي عندما أكبر سافعل مثلما يفعلون ... هذه المبادرات التي لا تابه أن يكون لها صيت بإذاعة أو تلفاز فهناك من يعملون بصمت لا يريدون كرسيا أو جاه وهناك من لا يفعل إلا القليل فقط ليكون له صورة او لقاء هنا أو هناك ... بوركت هذه الأيادي الخيرة التي لم تتوانى ابدا عن عمل الخير سواء بالجهد أو حتى بالتبرع بالمال .. هذا شهر فيه الخير الكثير فهنيئا لك بصيرا وكل المدن التي تبادر لعمل الخيرات وهنيئا لنا بشبابنا بناة المستقبل من نفتخر بوجودهم وأفكارهم وعلينا جميعا الشد على أيديهم للابداع دائما وبكل المجالات فلا سعادة إلا بعمل خير لا سياسة فيه ولا إرهاب هي عملية للارتقاء بالنفس لبناء جيل يعي المسؤوليه الوطنيه بالتعاون والإخاء تترابط المجتمعات .. بتعاون فذ تجده بهذه النخبة من الشباب المباركة أعمالهم ... فكان لنا وسقيا صائم ومبادرات أخرى وصندوق الزكاة فكل يوم نسمع جديد يشعرنا بأن الخير في أمة محمد عليه الصلاة والسلام لا ينتهي وفي بصيرا هناك كان لنا مثال