facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المــــوت .. بقلم الدكتور فايز أبو حميدان


22-06-2016 05:37 PM

الشيء الوحيد المؤكد حصوله في حياة الإنسان هو الموت، ولكن ما الذي يحدث للجسد والروح في اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان هذا ما سوف نتطرق للحديث عنه في هذا المقال.

فمن المتعارف عليه علمياً بأن الموت يحدث عند توقف القلب عن ضخ الدم إلى أعضاء الجسم، وتوقف الرئة عن أخذ الأكسجين من الهواء وتوزيعه على الجسم، وتوقف أعضاء كثيرة عن العمل وبذلك انتهاء الحياة، وهذا ناتج إما عن الإصابة بمرض معين أو التقدم في السن أو نتيجة حادث يودي بحياة الانسان.

إن الحديث حول الموت ليس أمراً مُستحباً ولكنه ضروري وهذا ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع، كما ان ترددي في الكتابة دفعني لمراجعة الكثير من المقالات لمعرفة الآراء العلمية المختلفة وصياغتها بشكل يجعلنا نتقبل مقالاً كهذا، فالكثير من الناس يتجنبون الحديث حول هذا الموضوع لأسباب كثيرة فمنهم من يخاف الموت، ومنهم من يريد إغلاق الموضوع كونه حزين ومقلق، ومنهم من لا يريد معرفة أي شيء حول هذه العلمية المعقدة والموجعة في حياة الإنسان.

فالموت عملية ديناميكية ومعقدة مصحوبة بتغيرات جسدية وروحية كثيرة، ولفهم هذه العملية علينا أولاً الاقتناع بأن الموت هو مرحلة هامة من الحياة فنحن لا نملك روحاً خالدة فكما قال الله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]، كما ان الحديث مع الأطباء أو الممرضين حول الموت يعد أسهل بكثير من مناقشته مع أُناس عاديون، ففي بعض الأحيان يساعد الحديث حول الموت ذوي الفقيد على الصبر وتَقَبُّل الموضوع.

أما العامل الثاني فهو ان تتولد لدينا قناعة بأن الموت أمر حتمي وطبيعي وان انكارنا للموت وتجنبنا الحديث عنه أمر خاطئ فنحن نفكر بشكل تلقائي عند الحديث عن موت الآخرين وليس موتنا نحن، وما نعرفه عن الموت ووضعه " بأنه حالة من فقدان السيطرة على كل شيء ومفارقة الحياة " .

ووفقاً للمفهوم الديني يُعرف الموت بخروج الروح من الجسد و انتقالها إلى عالم آخر ومرحلة لحياة أخرى، فالروح تعد أمر من علم الغيب وسر عظيم لا يعرف ماهيتها إلا الله، ولم يستطع أحد الوصول إلى حقيقة الموت وما يحدث عند الموت وما يصحبه من اختلافات وتغيرات جسدية للإنسان، ولكن حدثنا القرآن الكريم عنها وتوصل إليها العلماء من آيات الذكر الحكيم .

فالموت يبدأ بشعور غريب وهو أن بعض الناس يشعرون بأنهم عاشوا وسوف يموتون الآن وهذا أمر جيد، ولكن الجانب السيء يتمثل في ان البعض يشعرون بأنهم لم يعيشوا وسيموتون الآن.

وعادةً يبدأ الشخص الشعور بالخوف والناتج عن نقص التزود بالأكسجين أي الاختناق، والذي يصاحبه حالة من الهلع وطلب المساعدة من أي إنسان قريب حوله، ثم يرافق هذه الحالة أوجاع مختلفة والتي ربما تبدأ في الصدر ومنطقة القلب، وقد تبدأ في هذه اللحظة مرحلة التفكير العميق بما يجري وربما العواقب التي سوف تحدث بعد الرحيل، و تبدأ بعد ذلك ديناميكية الهدم أي أن الأعضاء تبدأ في فقدان قدرتها على أداء وظائفها للمحافظة على الإنسان والبقاء على قيد الحياة، فإمكانية الحديث والتعبير تزول ويصاب الإنسان بحالة نفسية مليئة بإمكانية التسامح ونسيان الماضي والتفكير بالآخرة، وما الذي سيحدث هناك بعد الموت ولقاء رب العباد وهنا تبدأ مرحلة التعب والخلود إلى النوم .. إنه النوم العميق والخلود الدائم.

إن التعامل مع الموت يختلف باختلاف الديانات السماوية والشعوب والأمم، ولكن هناك من يرى في معتقداته أمور وطقوس تخص الموت تختلف عن الآخرين، فهناك شعوب تقابل الموت بطقوس من الفرح الشديد والاحتفالات الكبيرة لقناعة هؤلاء الناس بأن الحياة الحقيقية تبدأ بعد الموت، وهناك شعوب أخرى ترى بأن الإنسان قد يعود بعد الموت مرة أخرى ككائن آخر، وآخرون يؤمنون بأن الله سيعيد الإنسان إلى الحساب فأمامه مكانان لا ثالث لهما إما إلى جنة بنعيمها، أو النار بعذابها.

ومن جانبٍ آخر يتوفى سنوياً حوالي 57 مليون إنسان على الكرة الأرضية، ولكل إنسان من هؤلاء قصة وتجربة خاصة في هذه الحياة، فالموت لا يقتصر على فئة عمرية معينة كما هو شائع ومعروف بأنه يحبذ فئة كبار السن أكثر من غيرهم وذلك نتيجة تقدمهم في العمر واصابتهم بالعديد من الأمراض المصاحبة لهذه المرحلة العمرية، فمعدل الأعمار في ازدياد مستمر ومن واجب الطب والحكومة هنا هو إيجاد أفضل السبل والطرق لتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم، ومن واجبهم أيضاً توضيح عملية الموت لهم والتحضير الواعي والصحيح لها وما يتبعها من أمور إدارية ومادية واقتصادية.

ولا زالت العلوم الطبية حتى الآن تحاول من خلال دراساتها مراقبة حالات وفاة متعددة لتشخيص وتحليل التغيرات البيولوجية والفيسيولوجية للإنسان في هذه المرحلة ومحاولة فهم طبيعة الموت، وربما إيجاد حلول لبعض المشاكل الصحية والأمراض التي قد تؤدي إليه.





  • 1 معن 22-06-2016 | 08:31 PM

    انا لله و انا اليه راجعون

    لهم الرحمه و لذويهم الصبر و السلوان و حسن العزاء

    لله ما اخذ و له ما أعطي و كل شئ عنده باجل مسمي

    بِسْم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين

    الرحمن الرحيم

    مالك يوم الدين

    اياك نعبد و اياك نستعين

    اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم

    غير المغضوب عليهم

    و لا الضالين

    اميييين

  • 2 راعي غنم جاهل 23-06-2016 | 03:30 AM

    الموت ليس ففط نهاية الحياة ,وإنما التحلل الى العناصر الكيماوية التي صنعت منها الحياة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :