تعتبر الطفيلة من المدن التاريخية الإستراتجية التي سكنها الإنسان العربي منذ القدم ويعود السبب إلى ذلك توفر المياه والينابيع بشكل كبير وهي محط الهجرات القادمة والمهاجرة وموقعها الإستراتيجي عبر التاريخ بين فلسطين والسعودية وحتى مصر جعل لها مكانة تاريخية كبيرة. أهلها أصحاب النخوة والكرم والجود وهم فرسان أشداء عرفتهم ساحات الوغى وميادين القتال ومن ضمن تلك المعارك ما أشار اليه الدكتور عودة السوالقة في كتابه معركة حد الدقيق والتي إنتصر فيها 300 فارس من أهل الطفيلة على 1200 جندي تركي حيث انهزم الأتراك هزيمة نكراء يومها. إن جغرافيا الطفيلة وأجواءها جبلت رجالها فرسان أشداء.

تشتهر الطفيلة بزراعة الزيتون ويعمل أهلها في الزراعة وتربية المواشي وتمتاز بكثرة الينابيع التي تبلغ حوالي 360 ينبوع. وفيها حمامات عفرا العلاجية وهناك من أجمل الشلالات المسماة بالمشلشلة ومحمية وغابة ضانا الجميلة التي تمثل الطبيعة الأصيلة. الحديث يطول عن الطفيلة التي فيها الأدباء والعلماء والمخترعين والأطباء.

يوجد في الطفيلة جامعة حكومية ومستشفى عسكري ومصنع الفوسفات وأسمنت الجنوب وفيها كميات كبيرة من النحاس.

أما الثروة الحقيقية في الطفيلة هي الثروة الإنسانية فأبناء الطفيلة مميزين أينما وجدوا يحبون العمل وشارك أهل الطفيلة عبر مراحل التاريخ في كل المعارك وأبلوا فيها بلاءأ حسنا في الأردن وفلسطين وسوريا ويعشقون الجندية ولهذا تجدهم مميزين في أدائهم . ومن أبرز قياداتهم الشعبية الحديثة: جودت المحيسن، والدكتور عبدالله العكايلة، والدكتور عودة السوالقة،.

إن الطفيلة هي الموطن الأصلي لقبيلة بني حسن في بادىء الأمر قبل إنتشارها في وسط المملكة وفي منطقة القدس وهذا محل اعتزاز أبناء أبناء قبيلة بني حسن، وترى أبناء الطفيلة وأبناء بني حسن على نفس الطباع في الخلق والخلقة والتدين وطابعهم قومي يتأثرون بأي شيء يحصل في أمتهم العربية والإسلامية على إمتدادها وهذه السجايا الطيبة حاضرة في كل موقف مثل الجسد الواحد كما علمنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أكتب هذا المقال وأنا من قبيلة بني حسن عشيرة الخوالدة من بلعما ولنا أقارب في هذه المحافظة الشامخة.

ربي إحفظ الوطن وأحفظ الطفيلة وأهلها أصحاب الطيب والنخوة والشجاعة