شباب في عمر الورود ذهبوا في فرح كبير للقيام بأعمال خيرية انسانية، لمواصلة مسيرة زايد مسيرة الخير والعطاء، هذا الطريق الذي شيده زايد واخوه راشد رحمهما الله حول العالم وسار على هديهم اصحاب السمو الامراء الشيوخ يعبر الكرة الارضية من اقصاها الى اقصاها. نعم ها هم رجالات الامارات يقضون نحبهم ويضحون بأرواحهم من اجل الاعمال الانسانية و الاعمال الخيرية في كل المحن و الكوارث سواء الطبيعية او الانسانية  .

في الوقت الذي يشهد العالم اعمال الارهاب و الدمار و الغدر و القتل من قبل جماعات لا تعرف معنى الانسانية ، اناس لا يعرفون عمل الخير و مد يد العون و المساعدة للمحتاج و المعوز ، اناس عميت قلوبهم و ابصارهم ، اناس قست قلوبهم كالحجارة لا بل الحجارة اقل قسوة .انطلق رجال الامارات رجالات الخير الى افغانستان يحملون طرود الخير، و مخططات بناء المدارس و المساجد و دور الرعاية و ليس في بالهم سوى عمل الخير و تقديم العون و المساعدة الى الشعب الافغاني ، مسلحين بالإيمان و بالرسالة الانسانية التي يحملونها لخدمة الشعب الافغاني .

انطلقوا و فرحة الاهل بهم لانهم تربوا على عمل الخير ، وهكذا كان زايد و راشد و شيوخ الامارات واهل الامارات جميعاً. الاماراتيون قلوبهم بيضاء نقية كثيابهم البيضاء النقية، لا يضمرون ضغينة او كرها او حقداً لاحد. نراهم يطوفون أطراف الكرة الارضية ويدهم الكريمة ممدودة للجميع، لا فرق بين عربي او أعجمي. يقتدون بقوله تعالى: "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم" – صدق الله العظيم. الاماراتيون يجمعون بين الكرم والتقوى ويزرعون الخير في كل مكان بدون مقابل.

 

عزائي وعزاء كل الأردنيين والاردنيات للشعب الاماراتي الشقيق: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون. لقد قضى ابناؤكم واخوانكم ابناء الامارات ابنا الخليج العربي ابناء العروبة والاسلام في سبيل الله. نعم نحسبهم عند الله شهداء - شهداء الخير والعمل الانساني – الاماراتيون جميعاً كما قال سمو الشيخ محمد بن زايد : جاهزون للشهادة دفاعا عن شرف الامة و في خدمة رسالة الامارات رسالة الخير و العطاء واضعين نصب اعينهم قوله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ... و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون – صدق الله العظيم .

الى جنات الخلد ايها الشهداء ،و في عليين ان شاء الله ، و نحمد الله على سلامة سعادة السفير و زملائه الكرام ، متمنين للمصابين الشفاء العاجل ، و ان يديم المولى عز و جل الامن و الامان على دولة الامارات و اهل الامارات الذين يقدمون ابناءهم سفراء للعمل الانساني وهذا هو طريق الامارات طريق الخير و العمل الانساني الذي أسسه الشيخ زايد رحمه الله .

جموع المعزين الذي أموا سفارة الامارات العربية المتحدة في عمان خلال الايام الثلاثة الماضية ، و كان في استقبالهم سعادة السفير الاخ بلال بن ربيع البدور ونائبه الاخ فيصل آل مالك و كافة أعضاء السفارة - و انا شاهد على ذلك - كان تعبيراً صادقاً ان قلوب الأردنيين جميعاً مع الامارات قلباً و قالباً ، و ان ما يصيب الامارات يصيب الاردن ، و ان يد الغدر و الخيانة و الارهاب و الوحشية واحدة في كل مكان ... ليس لهم دين ولا ضمير و لا خلق و لا رادع ، ولا يفرقون بين الخير والشر لانهم الشر بعينه قاتلهم الله .