عمون - في الوقت الذي تتلاشى فيه الأضواء شيئاً فشيئاً عن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، تتجه الأنظار تدريجياً إلى رفيقٍ قديمٍ له خلال فترة الدراسة الجامعية، بزغ نجمه هذه الأيام بعد رحيل أوباما من البيت الأبيض.

فقبل أكثر من ربع قرن، كان أوباما ونيل غورسيتش - القاضي الاتحادي الذي رشحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعضوية المحكمة العليا في البلاد – زميليّ دراسة في كلية هارفارد للحقوق؛ المرموقة في الولايات المتحدة.
ولكن حتى في ذلك الوقت، كان الرجلان على طرفيّ نقيض فيما يتعلق بتوجهات كلٍ منهما الفكرية. غير أن الكثير ممن عاصروهما كشفوا النقاب عن أنهما كانا يتمتعان باحترام وتقدير وإعجاب المحيطين بهما.


وتذكر هؤلاء أن أوباما وغورسيتش عُرِفا كطالبين نابغين في الكلية، التي كان حرمها الجامعي يموج في أواخر ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي، بالنقاشات السياسية المحتدمة التي لم تتعلق بالأوضاع العامة في الولايات المتحدة آنذاك فحسب، وإنما تناولت كذلك قضايا من قبيل عدم وجود تنوعٍ كافٍ بين طلاب هارفارد.
وقال براد بَرانسون، وهو محامٍ يعمل حالياً في مدينة بوسطن وكان زميلاً للرجلين في دفعة عام 1991، إن "الرئيس السابق والقاضي المرشح لعضوية المحكمة العليا، كانا يتبنيان دائماً رأيّين شديديّ الاختلاف خلال النقاشات السياسية في الجامعة "والتي كان الكثير منها يتسم بالفظاظة في بعض الأحيان".

وعلى الرغم من أن الدفعة الواحدة في كلية الحقوق في هارفارد كانت تضم أكثر من 500 طالبٍ في ذلك الوقت، فقد كان أوباما وغورسيتش – حسبما قال بَرانسون - مميزيّن وسط هذا الحشد من الشبان. وأضاف أن "كلاً منهما كان محبوباً من جانب (الطلاب) من مختلف ألوان الطيف الأيديولوجي.. استمتعت بأنني كنت على مقربة منهما. فقد كانا كتومين وودودين ومحترمين، ولكن مع الاحتفاظ بحس دعابةٍ في الوقت نفسه".

وأضاف برانسون – حسبما نقلت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية – أن أوباما وغورسيتش كانا من بين "المواهب البارزة في ذلك الوقت من حيث الفكر القانوني، ولكن كان من الواضح للغاية أن باراك كان يتبنى فلسفة ليبرالية أما نيل فكان ذا فكرٍ محافظ".

ويرى بعض من عاصروا الرجلين خلال فترة الدراسة في هارفارد، أن الأجواء السياسية والفكرية المضطربة التي سادت الجامعة وقتذاك، صقلت شخصيتيهما وجعلتهما أكثر قوة.