facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا لا يخسرون مواقعهم؟

أسامة تليلان
أسامة تليلان
د. اسامة تليلان
02-03-2017 11:26 AM

في الدول الديمقراطية، تظهر تقاليدها ان شغل الاشخاص لمواقع قيادية متقدمة في اجهزة الدولة ومؤسساتها عبارة عن معادلة معقدة ومتداخلة من التوازنات وسجل حافل من العمليات وفي مقدمتها السيرة الذاتية والنزاهة وتاريخ العمل في الاطر المؤسسية المدنية والحكومية المتعددة والاطر الانتخابية والاجتماعية والسياسية وكذلك المؤهلات والخبرات والتخصصات التي تمنح الشخص اهلية لتبوء المواقع المتقدمة في الشأن العام. 

وبقدر تعقد هذه العملية التي تقود هؤلاء الاشخاص الى المواقع العامة والمتقدمة، فانه وبكل بساطة قد تعفي بعض الاخطاء البسيطة وغير المباشرة هؤلاء من مواقعهم. كأن يستقيل وزير للتربية والتعليم ليس لان اسئلة الامتحانات الوطنية قد تسربت وانما لان طالبا في الصفوف الاولى قد قطف وردة من حديقة عامة. فكان هذا السلوك بمثابة مؤشر على الفشل في ادارة العملية التربوية الامر الذي دفع الوزير الى تقديم استقالته طوعا دون إلزام او طلب فقط لان الصحافة رصدت هذا السلوك. وإذا ما وقع خطأ مقصود يكون ذلك بمثابة شهادة تقاعد مبكرة من الحياة العامة والحياة السياسية. 

بالمقابل في منظومة دولنا، تقع اشد الاخطاء والتجاوزات المقصودة احيانا من شخصيات تتبوأ المواقع العامة والمتقدمة وترصد الصحافة والناس هذه الاخطاء او التجاوزات وتصبح مثار انتقاد يومي، الا ان لا شيء يتغير كما لا تخسر أي شخصية عامة موقعها، وهكذا تصبح هذه الشخصيات اكثر قوة وهيبة وجسور على ارتكاب المزيد من الاخطاء. محصنة في مواجهة أي اصوات تحاول انتقادها بتهمة محاولة اغتيال الشخصية العامة.

امر في غاية الغرابة، انه ليس فقط من لا ينجز يمكن اعادة اختياره وانما من يخطأ ايضا يمكن اعادة اختياره عدة مرات اخرى لمواقع اكثر حساسية وان تعذر لأي سبب، يمكن اعادة انتاجه بتوريث المنصب لاحد ابنائه او اشقائه او ازواجه. 

الفرق بيننا وبينهم اصحاب التقاليد الديمقراطية، في امرين الاول يتعلق بمداخل العبور والبقاء في العمل العام والمواقع القيادية، التي تقوم لديهم على اساس الانجاز وتفادي التجاوزات، وعندما يختل احدها يفقد الشخص موقعه لأبسط الاسباب. 

وذلك حماية لتقاليد الصالح العام والقواعد العامة وتحصينا للمجتمع كي لا يصبح قبول الخطأ جزء من ثقافة المجتمع وكي لا تتفشى ثقافة قبول التجاوزات وتصبح امرا مقبولا لأنه عندها سينخر هذا المرض كافة المؤسسات الصغيرة والكبيرة ويفتك بالقواعد العامة الصحيحة في العمل العام بكل ما يحمله ذلك من نتائج مدمره.

والامر الثاني، انهم يحرصون على هيبة القانون وسيادته والقواعد العامة وسلامتها وتحصينهما..

بالمقابل، نحن نحرص على هيبة الشخوص واسمائهم وتحصينها بكل ما يترتب على ذلك من اثار في الحالتين. وفي كثير من الاحيان نشعر ان المواقع تفصل لأشخاص بعينهم لا بل ان بعض الوزرات تستحدث وتلغى ربما لذات الغاية الشخصية.

فهل فكرنا للحظة بتلك المداخل التي تحمل الافراد الى المواقع القيادية في الشأن العام وتلك العوامل التي تسهم في عدم خسارتهم لتلك المواقع مهما حدث. وهل فكرنا للحظة بالنتائج والكلف المدمرة المترتبة على كل ذلك.





  • 1 محمد عامر 02-03-2017 | 11:36 AM

    يسلم قلمك

  • 2 محمد الدعجة 02-03-2017 | 11:58 AM

    ببساطة شديدة دكتور نحن لا يسمح لنا بامتلاك ادوات التفكير او ممنوع علينا امتلاكها

  • 3 مواطن 02-03-2017 | 12:42 PM

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

  • 4 صناعي اردني 02-03-2017 | 12:54 PM

    هل تصدق ان مدراء الصوامع والاسمنت الابيض والسوريه الاردنيه تجاوزا الستين وليس لهم بديل او مثيل في الاردن.

  • 5 وسام تليلان 02-03-2017 | 02:17 PM

    رائعة يا دكتور كما عودتنا دائما كتاباتك من واقعنا تتحدث بنبض قلوبنا لكن هل من مجيب؟!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :